-

تحذيرات من الفتاوى الشاذة في المجتمع

(اخر تعديل 2025-10-18 12:34:20 )
بواسطة

تحذيرات من الفتاوى الشاذة في المجتمع

في ظل الانفتاح الذي نشهده اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، حذر الدكتور شوقي علام، المفتي السابق للديار المصرية، من انتشار ظاهرة الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي تهدد الوعي الديني والمجتمعي. وأكد أن هذه الفوضى الفكرية لا تساهم إلا في تعميق الانقسام بين أبناء الأمة، بدلاً من توحيدهم حول مقاصد الدين وأخلاقه السامية.

الفوضى الفكرية وأثرها السلبي

خلال حديثه في حلقة "بيان للناس" على قناة "الناس"، أشار علام إلى الجدل الكبير الذي أثير حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، واعتبره مثالاً واضحاً على سوء إدارة الخلاف الفقهي. حيث تحول النقاش بين الأطراف المتشددة إلى صراع لم يراعِ المنهجية الحضارية في التعامل مع اختلاف الفقهاء. وأكد أن الاختلاف الفقهي له أصول وأدوات، ويجب أن تُدار هذه الاختلافات بطريقة راقية تنفع الأمة بدلاً من أن تفرقها.

وسائل التواصل الاجتماعي وفتاوى غير منضبطة

كما أشار المفتي السابق إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة مثالية لترويج الفتاوى غير المنضبطة والأفكار المتشددة. ودعا إلى ضرورة توعية المجتمع بخطورة تداول الفتاوى من مصادر غير موثوقة. وصرح: "أنصح أولئك الذين يتصدرون المشهد أن يتحدثوا برفق، وأن يدركوا مواطن الاجتهاد التي يُعذر فيها المخالف، وأين مواطن الإجماع التي لا يُعذر فيها المخالف".

ضرورة التحقق من مصادر المعلومات

بين علام أن من مسؤولية الشباب والمجتمع ككل ألا يأخذوا العلم أو الفتوى من أي مصدر عشوائي، بل يجب عليهم الاعتماد على العلماء المتخصصين وأهل الاختصاص الموثوقين. وشدد على أن التثبت والتحقق من مصادر المعلومات أصبح واجباً شرعياً في عصر تتدفق فيه المعلومات بلا ضوابط أو تحقق.

التحديات التي تواجه الفقه المعاصر

واستعرض علام التحديات التي تواجه الفقه المعاصر، مشيراً إلى أن انسيابية المعلومات وتعدد المنابر غير المؤهلة تشكل من أبرز هذه التحديات. فبعض الأشخاص الذين يتحدثون في الشأن الديني أو السياسي أو الاقتصادي على المنصات الرقمية قد يقودون الرأي العام نحو أهداف غير معلنة أو مضللة.
غرفة لشخصين الحلقة 9

الدعوة لضبط الخطاب الديني

في ختام حديثه، أكد علام على أهمية ضبط الخطاب الديني والإفتائي، واعتبره ضرورة وطنية ودينية. ودعا إلى إعادة الثقة في المؤسسات العلمية والفقهية الرسمية، والالتزام بالمنهج الوسطي الذي يهدف إلى الجمع لا إلى التفريق، مما يسهم في الحفاظ على الوعي والهوية في مواجهة التطرف والفوضى الفكرية.

اقرأ أيضاً: