-

"اصطدناهم زي العصافير".. بطل معركة "أبو عطوة"

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

بورسعيد - طارق الرفاعي:

"باقي قوات العدو عندما شاهدوا أشلاء جثث زملائهم تتطاير أصابهم الرعب فتركوا مركباتهم وهربوا إلى الجنائن وقمنا بصيدهم مثل العصافير وانتصرنا عليهم وكان ذلك يوم 26 رمضان ليلة القدر..".

بهذه الكلمات من داخل منزله بمدينة بورفؤاد في محافظة بورسعيد، وصف الرقيب مجند إبراهيم مسعد سعودي، أحد أبطال حرب أكتوبر، بطولته وبطولة زملائه، في المعركة التي أذلت جيش العدو الإسرائيلي وسجلت سطرا جديدا من التاريخ الحزين للاحتلال.

وتابع بطل معركة أبو عطوة حديثه لمصراوي : "أنا تجنيد 5 مارس 1969، وانضممت إلى الكتيبة 133 صاعقة أواخر نفس العام عقب الحصول على فرقة صاعقة، ليكون لي شرف تمثيل كتيبة شرفت مصر، وكانت أحد كتائب المجموعة 139 صاعقة التي تضم 4 كتائب صاعقة هي: 103 و133 و183 و223 وكنا احتياطي القيادة العامة لا نتحرك إلا بأوامرها".

ويضيف: "يوم 6 أكتوبر تحركت الكتيبتان 103 و183 خلف خطوط العدو في منطقتي شرق بورفؤاد ومنطقة الطاسة، على بعد 40 كيلو متر في المحور الأوسط لكي يصدوا القوات الإسرائيلية المتقدمة على القناة وتعطيلها لحين انتهاء القوات المصرية من اقتحام خط بارليف بالكامل، ونجحوا في ذلك نجاحًا باهرًا".

وواصل حديثه بثقة ونبرة فخره: "كانت كتيبتي 133 والكتيبة 223 في منطقة الهرم ويوم 18 أكتوبر جاءت لنا الأوامر بالتحرك عقب حدوث الثغرة إلى الإسماعيلية بعد توغل قوات العدو بـ 2 لواء مظلي وعدد من الدبابات والمدرعات يفوق 300 دبابة، وطُلب منا صد تقدمهم ومنعهم من دخول الإسماعيلية كما يخططون ليتوجهوا بعدها إلى بورسعيد ويطوقوا الجيش الثاني الميداني".

وبصوت يرتفع تدريجيا ودموع فخر ببطولته وبطولة زملائه يحاول اخفائها:"كنت في السرية الأولى بقيادة الشهيد الرائد إبراهيم الدسوقي، وبدأنا ننفذ عليهم عمليات بمجموعات اقتحام ثم انسحبنا لإعادة التشكيل من جديد، حيث كانت الأوامر على أجسادنا دخول أي دبابة الإسماعيلية، ثم انطلقنا مرة أخرى وكان أول تحرك من الشهيد البطل الرائد إبراهيم الدسوقي الذي أخبرنا قبل استشهاده أنه سيضرب أول دبابة ثم يستشهد، وأوصانا بالدفاع عن مصر بشراسة وبالفعل ضرب أول دبابة واستشهد ونفذنا الأوامر ونجح تخطيط دخولنا وتحركنا إلى منطقة الضبعية ومنها إلى ابو عطوة".

"جلسنا في حفر برميلية بمنطقة أبو عطوة، ورصدت مجموعة استطلاع الكتيبة تحرك قوات العدو فانقضينا عليها كالشياطين الحمر مثلما وصفنا "شارون" في تصريحاته ولكننا خير أجناد الأرض الذين ندافع عن أرضنا، ثم جهزنا كمائن أخرى لهم باستخدام أسلحة "الار بي جي" وأول 3 دبابات دخلت دُمرت وعندما شاهدت باقي القوات خلفهم المشهد أصابهم الرعب عندما رأوا أشلاء جثث زملائهم تتطاير، فتركوا مركباتهم وهربوا إلى الجنائن وقمنا بصيدهم مثل العصافير، وانتصرنا عليهم وكان ذلك يوم 26 رمضان ليلة القدر".

وختم حديثه برسالة قائلا: "رسالتي للشباب الاطلاع على تاريخهم وبطولات الأجيال السابقة، لكي يستلموا رسالتنا لهم بأن مصر عظيمة ويجب أن يحافظوا عليها".