من هو موسى الذي رباه جبريل وصار كافرا؟.. داعية
كتب-محمد قادوس:
من الطفل الذي رباه جبريل وكان كافرا؟.. سؤال تلقاه وعرضه على الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، والذي قال في رده هو السامري واسمه موسى: رجل من بني إسرائيل، لأن الذِّينَ عَبَروا البحر مع موسى هم بنو إسرائيل، واسْمُه موسى، وكان رباه جبريل ـ عليه السلام ـ؛ لأنه وُلِد في العام الذي يقتل أبناء بني إسرائيل، وكان فرعون يأمر بقتلهم عامًا وباستحيائهم عامًا؛ حتى لا ينقطع نسلهم؛ لأنهم خدم للأقباط، فولد السامري في العام المشؤوم على مواليدهم الذكور، فخافت أمُّه عليه القتل، فألقته في مغارة وتركته، فأرسل الله جبريل يتعهده بالتغذية، وقيل جعل الله له في أحد أصبعيه لبنًا وفي الآخر عسلا، فتارة يمتص هذا وتارة يمتص الآخر، وكان جبريل ـ عليه السلام ـ يتعهده في الحين بعد الحين، وذلك بإذن الله؛ لأمر يريده الله وهو فتنة بني إسرائيل به.
ورد في كتب القصص والتاريخ أن أمه ربته بين الجبال فرباه جبريل عليه السلام، وقد قيل في هذا:
إذا لم يكن عون من الله للفتى * فقد خاب من يرجو وخاب المؤمّل
فموسى الذي رباه جبريل كافر * وموسى الذي رباه فرعون مرسل
وأضاف الداعية في رده لمصراوي: ذكر بعض المفسرين أن فرعون كان يقتل البنين ممن يولد لبني إسرائيل : سنة ، ويدعهم سنة ، وأن السامري ولد في السنة التي يقتل فيها البنون ، فوضعته أمه في كهف خوفا عليه ، فبعث الله إليه جبريل ليربيه ويغذيه ؛ ولذلك عرفه حين شاهده ، فقبض قبضة من أثره.
فروى ابن جرير عن ابن جُرَيج ، قال : " لما قتل فرعون الولدان ، قالت أمّ السامريّ : لو نحيتُه عني حتى لا أراه ، ولا أرى قتله ، فجعلتْه في غار ، فأتى جبرائيل ، فجعل كفّ نفسه في فيه ، فجعل يُرضعه العسل واللبن ، فلم يزل يختلف إليه حتى عرفه ، فمن ثم معرفته إياه حين قال : ( فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ) ".
انتهى من " تفسير الطبري ".
وقال القرطبي رحمه الله :"رُوِيَ فِي قَصَصِ الْعِجْلِ : أَنَّ السَّامِرِيَّ ، وَاسْمُهُ مُوسَى بْنُ ظَفَرَ ، يُنْسَبُ إِلَى قَرْيَةٍ تُدْعَى سَامرةَ . وُلِدَ عَامَ قَتْلِ الْأَبْنَاءِ ، وَأَخْفَتْهُ أُمُّهُ فِي كَهْفِ جَبَلٍ ، فَغَذَّاهُ جِبْرِيلُ فَعَرَفَهُ لِذَلِكَ " انتهى من " تفسير القرطبي "."
اقرأ ايضًا