-

لماذا يعذبني الله على المعاصي التي صدرت مني وقد

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كـتب- علي شبل:

لماذا يعذبني الله على المعاصي التي صدرت مني، وقد كتبها عليّ؟!.. سؤال تلقاه الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، ليرد موضحا أن الله تعالى خلق الإنسان مزودا بالشهوة والعقل معا، فمن غلب منهم عقله شهوته فاز وسلم ونجا في دينه ودنياه وحياته وأخراه، وطاول بقامته قامة الملائكة الأخيار، والعكس صحيح فمن غلب منهم شهوته عقله كان من الأخسرين أعمالا وانحطت منزلته عن دركة الحيوانية.

وبخصوص واقعة السؤال، قال لاشين: إن الله خلق الإنسان وزوّده بوسائل كل من الهداية، والضلال وجعل له مساحة من الاختيار بين الأمرين: الهداية أو الضلال، فمن اختار الهداية أثيب على هذا الاختيار الإيجابي، ومن اختار الغواية عوقب على نتيجة اختياره السلبية.

ولفت لاشين، في رده عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إلى أن الهداية ليست مفروضة ومقدرة على قوم معينين، كما أن الضلالة ليست من قرعة قوم آخرين، بل الهداية بابها مفتوح لمن اختارها، والضلالة أبوابها مفتحة لمن ولجها ودخلها، مستشهدا بقوله تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )٠ فجعل الله تعالى للعبد مشيئة واختيارا في أحد الأمرين: الإسلام أو الكفر، وقال تعالى :(إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) أي باختياره ومشيئته، وقال العليم القدير :(هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير)٠

ودعا لاشين إلى تدبر السياق القرآني (فمنكم كافر ومنكم مؤمن) ولم يقل المولى مثلا: فجعلنا بعضكم مؤمنين وبعضكم كافرين، بل نسب الإيمان إلى من اختاره، والكفر كذلك نسبه إلى صاحبه الذي اختاره، وفي النهاية قال الله عز وجل في سورة البلد: (وهديناه النجدين) وفي سورة الشمس (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)، أي زوّدها بوسائل الفجور، كما زوّدها بالوسائل الموصلة إلى التقوى.

وتابع أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية: فمن اختار طريق الهداية زاده الله منها قال تعالى: (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) وقال سبحانه: (والذين اهتدوا زادهم هدى)، وإذا اختار العبد طريق الغواية والضلال زاده الله ضلالا على ضلاله قال تعالى: (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا)٠

وختام الاستدلال من كلام الرحمن في القرآن- يقول لاشين: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)٠ وصدق ربنا حيث يقول :(إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون).. والله أعلم

اقرأ أيضًا: