هل ينتصر إيلون ماسك على إسرائيل؟.. ولماذا اختار
كتب - أحمد زكي:
انتشر اسم الملياردير الكندي الحاصل على الجنسية الأمريكية، إيلون ماسك، على شبكات التواصل وتصدر محركات البحث في العديد من دول العالم، منذ مساء أمس السبت، عقب قطع الإنترنت عن قطاع غزة المحاصر، ومطالبات له بالتدخل أسوة بما فعله في أوكرانيا.
إيلون ماسك يخالف مارك زوكربرج
على خلاف ما فعلته إدارة شركة ميتا عبر شبكتها "فيسبوك" وتطبيقاتها الأخرى، بحظر أغلب الآراء المعبرة عن التضامن مع القضية الفلسطينية، فتحت إدارة موقع "X" - تويتر سابقًا - الباب بشكل أوسع للتغريدات والصور ومقاطع الفيديو المتضامنة مع غزة.
رواد ومتابعون لشبكات التواصل الاجتماعي، من المتضامنين مع غزة والمقاومة الفلسطينية، رحبوا، على نطاق واسع بالتصرف الذي أقدمت عليه إدارة "ماسك"، كما انتقدوا ما أقدمت عليه إدارة شكر "ميتا" وفيسبوك"، ما دفعهم للتفكير في "إيلون ماسك" كحل بديل لتوصيل الإنترنت إلى غزة.
لماذا فكر المتابعون في الملياردير الكندي؟
عقب إقدام إسرائيل على قطع خدمات الإنترنت عن قطاع غزة بالكامل، انتشرت على نطاق واسع تغريدات تطالب إيلون ماسك بالتدخل، وكان ذلك نابعًا من سابقة أقدم عليها الملياردير المخترع، مالك شركة "ستار لينك" في أوكرانيا، وتوصيله الإنترنت هناك خلال الحرب مع روسيا.
من المعروف أن إيلون ماسك الكندي المولود في جنوب أفريقيا، كان عضوًا في اللجنة الاستشارية للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، ولكنه استقال في عام 2017، اعتراضًا على قرار ترامب بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.
كيف رد إيلون ماسك على جمهور "X"؟
رغم تصدر اسم إيلون ماسك المحتويات الرائجة على شبكات التواصل ومحركات البحث، إلا أن الملياردير الكندي الحاصل على الجنسية الأمريكية، اختار تضمين تغريدة بعينها للرد عليها وإعلان موقفه.
التغريدة التي رد عليها "ماسك" كانت من عضو الكونجرس الأمريكي ألسكندرا أوكاسيو كورتيز، والتي كتب عبر صفحتها الشخصية على شبكة "X" تعارض قطع الاتصالات والإنترنت عن أكثر من 2 مليون فلسطيني في غزة.
وقالت عضو الكونجرس الأمريكي عبر تغريدتها: وقطع جميع الاتصالات عن سكان يبلغ عددهم 2.2 مليون نسمة أمر غير مقبول. إن الصحفيين والمهنيين الطبيين والجهود الإنسانية والأبرياء معرضون للخطر. لا أعرف كيف يمكن الدفاع عن مثل هذا الفعل. وقد أدانت الولايات المتحدة تاريخياً هذه الممارسة".
واختار إيلون ماسك الرد بشكل مقتضب على تغريدة عضو الكونجرس الأمريكي ألسكندرا أوكاسيو كورتيز قائلًا: "ستدعم Starlink الاتصال بمنظمات الإغاثة المعترف بها دوليًا في غزة".
إسرائيل ترد: جميع الوسائل متاحة لإيقاف ماسك
في أول رد فعل لها على تغريدة الملياردير إيلون ماسك، أعلنت إسرائيل على لسان وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارعي، برفضها لفكرة إيلون ماسك.
وأوضح وزير الاتصالات الأمريكي أن بلاده ستستخدم كافة الوسائل المتاحة لمنع إيلون ماسك من تزويد منظمات الإغاثة في غزة بالإنترنت.
هل تسمح أمريكا لماسك بالتدخل؟
تناقض واضح في الموقف الأمريكي تجاه القضيتين الأوكرانية والفلسطينية، فبينما تدعم أمريكا الأولى بالإعلام والمال والسلاح، تقف في وجه الثانية بقوة بل وتصف الحرب في غزة بأنها "حرب مصيرية"، وهو ما تكرر على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته.
التناقض الأمريكي في الموقفين، طرح لدى المتابعين، سواء المؤيدين للحق الفلسطيني أو الداعمين للاحتلال الإسرائيلي، تساؤلًا ملحًا، حول إمكانية نجاح الملياردير والمخترع إيلون ماسك، مالك شركة ستار لينك، في تنفيذ قراره المعلن، أم أن أمريكا سوف تقف ضده وتجبره على عكس ذلك، وهو ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.
18 مليون مشاهدة.. دلالات الأرقام في صالح القضية
بعيدًا عن أسئلة شبكات التواصل الاجتماعي ومتابعي القضية والمتضامنين معها، تظل لغة الأرقام فاصلًا بين الجميع، خاصة في الحرب النفسية التي تدور بين أجهزة الاحتلال وأنصار القضية الفلسطينية.
حصدت تغريدة عضو الكونجرس الأمريكي ألكسندرا كورتيز، التي تنتقد فيها قطع الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، ما يزيد على 11.5 مليون مشاهدة على منصة "X"، بينما حصدت تغريدة إيلون ماسك على المنصة ذاتها أكثر من 7.6 مليون مشاهدة.
يعتبر رقم 18 مليون مشاهدة، من بين الأرقام الكبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة وأنها تدين الاحتلال بشكل مباشر في تغريدة عضو الكونجرس، وكذلك تقف مع الموقف الإنساني في تغريدة ماسك.