-

بتفوقها في الثانوية العامة.. ندى عزت تحقق حلم

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة


المنوفية- أحمد الباهي:

"بابا مات قبل شهر من امتحاناتي، كنت بسيب الكتب وأخد جنب وأعيط".. بتلك الكلمات بدأت ندى عزت أنور الحاصلة على 94% في الثانوية العامة حديثها بأعين تغلبها الدموع وبسمة ترتسم على وجهها البريئ عقب تحقيقها رغبة والدها في دخول كلية الطب، والتي لطالما شجعها على ذلك وشهد تفوقها في مراحل تعليمها المختلفة، لكنه اليوم غير موجود ليشاركها فرحتها.

كشفت "ندى" عن أيام وليالي الانكسار، وقد تركت كتبها ومذاكراتها وانقطعت عن الدروس إثر صدمة فقدان الأب وشغلت مصيبتهم أحلامها وتركيزها مع الثانوية العامة، لكن الأم والخال كانا لها عونًا بعد الله في كبح جماح الحزن والدعم لتنفيذ وصية الوالد: "عايزك تبقي دكتورة يا ندى وتدخلي كلية الطب"، لتبدأ الفتاة مُجددًا محاولة تفادي الكبوة واللحاق وتحصيل المواد الدراسية.

تقول "ندى" أن الأمر لم يكن هينًا أبدًا، أبي كان كل شيئ، شغلني مرضه بالقلب طول سنوات مضت لكني اعتقدت أن أزمته الصحية الأخيرة ستمر كسابقتها، وللأسف صدمني رحيله في وقتٍ ينتظر كل طلاب الثانوية تكاتف أبائهم وأمهاتهم معهم، والحمدلله تجاوزت المحنة -ولو مؤقتًا- وعُدت للدورس متوكلة على الله، وأملاً في إسعاد أبي الذي نزل -توفاه الله- واليوم أنا فرحة وأعلم أنه هناك فرح لأجلي.

التقطت والدتها طرف الحديث، مؤكدة أنها بذلت كل ما تستطيع لإظهار البهجة وإدخال السرور على قلبها، مهتمة برعايتها وطعامها حتى عصير "الشوكليت" الذي تعشقه، ومرت الامتحانات وظهرت نتيحتها بمجموع أكثر من 93%، تلك النسبة التي كانت ضمانًا لكلية الطب، ثم أتى كرم الله مُجددًا بإضافة درجات من التربية والتعليم في مادة الفيزياء لتزيد نسبتها إلى 94%.

أضاف "أحمد بتندة" خال الطالبة ندى، ومُدرس اللغة الإنجليزية لها، أنها "بنت بميت راجل"، تحملت الصدمة ومن المحنة ضربت طريقًا من التحدي، لتكتب لنفسها اسمًا وسط المتفوقين: "لن أخفي لهفة كل المدرسين لمعرفة نتيجتها قبل إعلانها، تعاطفًا مع ظروفها، والكل بلغته سعادة غامرة بتحصيلها درجات كلية الطب".

التقطت خالتها طرف الحديث، ولفتت إلى زهد "ندى" وقلة مطالبها، بل وشراء بعض المذكرات من مصروفها الخاص، فيما تابع شقيقها "كريم": "كل ما أروح أصلي العصر كانت الناس تسألني أختك عملت إيه في النتيجة، وفور إعلانها إنهالت التهاني من أطباء القرية والمُحبين لنا، لكني في الحقيقة لم أتفاجئ بمجموعها لأننا نعلم تفوقها وكنا نناديها دائمًا بالدكتورة ندى، وكل ما حصل هو عوض من الله بعد الظرف الحزين لنا".

وأشارت الأم إلى أن "ندى" كانت من أوائل الشهادة الإعدادية وحصلت على تكريم، وكان ذلك التفوق هو أفضل علاج للأب وكتلة سعادة هبطت عليه في عز محنته الصحية ومعاناته مع عملية القلب المفتوح، وقتها نجحت واستفاق واستعاد عافيته، لكن اليوم ليس بيننا فالوعكة الأخيرة كانت أشد، وفرحتنا بابنتنا لعلها تسعده مجددًا لكن في الحياة الآخرى، في الجنة إن شاء الله.

وختمت "ندى": كل المدرسين كلموني وسألوا عني، ولما نجحت باركولي، حتى مستر إسلام وعدني بالبالطو، وبشكر خالص اللي ساعدني في الإنجليزي جدًا، فرحة طبطبت على قلبي وشالت شوية حزن من عيلتي، وطموحي أتخصص في علاج القلب لأكون سببًا في شفاء من كان في مثل حالة أبي.