-

40 دقيقة من حريق مديرية أمن الإسماعيلية.. مصور

40 دقيقة من حريق مديرية أمن الإسماعيلية.. مصور
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كان عمر الشبراوي، رفقة زوجته، بعد انتهاء عمله كمصفف شعر. تناولا الطعام سويا، وتحركا بسيارتهما فوق كوبري البلاجات، الذي يقع غير بعيد من مبنى مديرية أمن الإسماعيلية، حيث لمح وجود دخان بالقرب من المبنى، ليمازح زوجته، حول البخور في المنزل، وما إذا نسيت إطفائه، مقررا الذهاب إلى مصدر الدخان، ليتغير المزاح، ويتحول الأمر إلى قلق كبير.

حين وصل الشاب ذو الـ27 عاما إلى محيط مديرية الأمن، علم أن مصدر الدخان قادم من المبنى، ولم تكن الواجهة مشتعلة بعد، ليتصل بأحد أصدقائه من العاملين بالمبنى، لكن لم يأتيه رد. قرر آنذاك الاتصال بالمطافي، ثم صور المشهد في بث مباشر عبر صفحته على موقع فيسبوك، ولم يكن في محيط المكان كثيرون بعد، واضعا له عنوان «حريق مبنى مديرية أمن الإسماعيلية» وسط استغاثات من البعض.

مقطع الفيديو الذي لم يتخط الدقيقتين ونصف الدقيقة، ظهرت فيه سيارات للمطافي وهي تصل، فيما كانت تتعالى أصوات الاستغاثات، ويظهر في مقطع الفيديو بعض العاملين بالمديرية، وهم يقفون في مكان مرتفع بالمبنى، وهم يضيئون محيطهم بكشافات الهواتف، فيما كانت سيارات الإطفاء تتوافد إلى المكان.

كان الشاب قد التقط فيديو بشكل سريع وهو داخل سياراته من أمام المبنى، قبل أن يخبر زوجته بانتظاره، ثم صور المشهد، ثم خرج في مقطع بث مباشر تجاوز الـ40 دقيقة، وكانت النيران قد بدأت تظهر في واجهة المبنى «المشهد كان صعب، سامعين صوت الناس جوة بتنادي، وكشافات الموبايلات شغالة، ومش عارفين نعمل إيه» يحكي الشاب الذي ظل يصور ما يحدث حتى انصرف بعد نفاد بطارية هاتفه.

بحسب رواية عمر، لـ«مصراوي» فإن عربات الإطفاء بما تملك من معدات أخرجت البعض من واجهة، فيما تسلق آخرون واجهة المبنى سريعا، في لحظات صعبة مرت عليه وعلى جميع من كانوا يتابعون المشهد، وكانت الأعداد تتزايد في محيط المبنى، وألسنة اللهب تتزايد أيضا.

Main Photo

تخطى البث المباشر الذي التقطه عمر أكثر من ربع مليون مشاهدة حتى الآن وآلاف المشاركات والتعليقات، التي كانت تتمنى نجاة الجميع دون خسائر «الحريق في البداية لم يكن عند الواجهة، كان في خلف المبنى، ثم امتد لباقي المبنى حتى احترق تماما».

في بداية الـ40 دقيقة التي التقطها الشاب في بث مباشر، لم تكن النيران قد التهمت الواجهة، لكنها وبعد 10 دقائق من التصوير، باتت أكثر حدة، وفي الدقيقة الـ13 باتت أكثر انتشارا، وفي الدقيقة الـ15 من مقطع الفيديو الطويل، كانت النيرات تأكل واجهة المبنى كله، وظل الشاب يصور حتى نفدت بطارية هاتفه.

كانت وزارة الصحة والسكان قد دفعت بـ50 عربة إسعاف إلى مبنى المديرية، لنقل المصابين، كما شاركت طائرتان عسكريتان في إخماد النيران، كما أمر النائب العام بفتح تحقيق عاجل وموسع بشأن الحريق، وبحسب بيان لوزارة الصحة والسكان، فإن 38 شخصا أصيبوا جراء الحريق، باختناق وحروق، ونقل 26 منهم إلى المجمع الطبي في الإسماعيلية، وغادر 7 منهم المجمع بعد تلقي العلاج وتحسن حالتهم، فيما تلقى 12 مصابا الإسعافات الأولية في موقع الحادث ثم انصرفوا.

اقرأ أيضًا: