كتاب غير حياتها.. معلمة المنيا: "معمولي سحر
أسيوط- محمود عجمي:
لم تكن "أمل. م. ز" 41 عامًا، المعلمة فى المرحلة الابتدائية بمركز ديروط محافظة أسيوط، تعلم أن الكتاب الذي أعطته لها صديقتها بدعوى حمايتها من الحسد سيقلب حياتها رأسًا على عقب ويدمر أسرتها ويحولها إلى قاتلة، ويستقر بها الحال داخل مستشفى الأمراض النفسية.
كانت النيابة العامة وجهت إلى المتهمة "أمل"، بأنه في يوم 16 نوفمبر 2023 بإحدى قرى مركز ديروط، قتلت زوجها المجني عليه "يسري .ع .ع" عمدًا مع سبق الإصرار بسبب خلاف سابق بينهما وعقدت العزم فأعدت لذلك سلاحين أبيضين وما أن ظفرت به حتى قامت بذبحه وإصابته والتي أودت بحياته، كما شرعت في قتل نجلهما "عمر" 5 سنوات، عمدًا مع سبق الإصرار، وطعنته في بطنه إلا أن أثر جريمتها قد خاب لسبب لا دخل لإرادتها فيه ألا وهو علاج الطفل.
وفى اعترافات معلمة المنيا أمام المحكمة، وقالت: "كنت أعيش مع زوجي وأبنائنا الـ5 حياة مستقرة وكان زوجي أيضا يعمل معلم أول بالمدرسة التي أعمل بها، وقمنا بادخار رواتبنا من أجل بناء منزل يجمعنا نحن وأبنائنا وبالفعل قمنا ببناء المنزل وقال لي زوجي وقتها أنا حاسس إننا مش هنقعد في المنزل ده لأن الناس كانت تحسدنا إننا استطعنا جمع المال لبناء المنزل وحياتنا المستقرة".
وتابعت: "في أحد الأيام أعطتني إحدى زميلاتي كتاب قالت لي إنه سوف يحفظنا ويحمينا من الحسد وبالفعل أخذت الكتاب وبدأت القراءة فيه ولكن وجدت فيه عبارات غير مفهومة لم استطع فهمها، ودخل علىّ زوجي وأنا أقرأ في الكتاب وعندما نظر فيه قال لي إنه سحر وسوف يقلب حياتنا ويدمر منزلنا ولكن لم أكن أؤمن بالسحر والشعوذة ولكن بالفعل تبدل الحال وبدأت الخلافات بيننا وذهبت إلى أطباء وأجمعوا أنني لا أعاني من مرض عضوي ولكن أعاني من مرض نفسي وزاد الأمر تدهورا".
وأردفت:" في يوم الواقعة طلب مني زوجي ممارسة العلاقة الزوجية وبعد نوم أبنائنا كنت في طريقي للصعود للطابق الثالث بمنزلنا للقاء زوجي ولكن دون إدراك وجدت نفسي ذهبت إلى المطبخ وأخذت "سكين" وأخفيتها خلفي وصعدت بعد ذلك إلى زوجي وأخفيت السكين أسفل الكنبة التي كنا نجلس عليها وبعد انتهاء علاقتنا الزوجية قمت بإخراج السكين وذبحت بها زوجي دون أن أدري".
واستكملت: "عندما رأيته ينزف غارقًا في دمائه ارتعشت من الخوف وذهبت إلى غرفة ابننا عمر أصغر أبنائنا وقمت بطعنة بالسكين في بطنه وصعدت مرة أخرى كنت أعتقد أن زوجي على قيد الحياة وعندما وجدته توفي في وضع السجود قمت بوضع السكين في يده ونزلت مرة أخرى حملت ابني وخرجت به إلى الشارع في محاولة لإنقاذه".
من جانبها قررت هيئة الدائرة السادسة بمحكمة جنايات أسيوط، إيداع المتهمة، إحدى منشآت الصحة النفسية والعقلية التابعة للمجلس الإقليمي للصحة النفسية، لمدة 45 يومًا، كما قررت ندب لجنة ثلاثية من الأطباء لفحص حالتها النفسية والعقلية وبيان مدى مسئوليتها عن تصرفاتها وما إذا كانت تعاني من أمراض نفسية أو عقلية تفقدها الشعور أو الإدراك من عدمه ومدى مسؤوليتها جنائيًا عن أفعالها، وعلى اللجنة إبلاغ المحكمة بتقرير يتضمن نتيجة التقييم.