كارثة تفوق الخيال.. مخاوف من اندلاع حرب بين
بي بي سي
تتزايد المخاوف من احتمال اندلاع حرب أخرى في الشرق الأوسط، في ظل استمرار حرب غزة، وهو ما قد يؤدي لعواقب وخيمة على المنطقة وخارجها.
وتبادلت إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية إطلاق النار عبر حدودهما المشتركة خلال الأشهر التسعة الماضية.
وإذا تصاعد هذا الصراع ووصل إلى حرب شاملة فقد يؤدي إلى دمار أكبر مما حدث في غزة، ويجذب الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا واليمن، ويشعل الصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويورط الولايات المتحدة. ويمكن لإيران نفسها أن تتدخل بشكل مباشر.
وحذرت الأمم المتحدة من "كارثة تفوق الخيال".
وفي الوقت الحالي، تدور حرب منخفضة المستوى على طول الحدود الممتدة لمسافة 120 كيلومتراً (75 ميلاً)، لكن شرارة واحدة هنا يمكن أن تشعل النار في الشرق الأوسط.
في الثامن من أكتوبر، بعد يوم واحد من هجوم السابع من أكتوبر، انضم حزب الله إلى الصراع، حيث أطلق النار من لبنان باتجاه إسرائيل.
وقالت الجماعة الإسلامية الشيعية المسلحة إنها تعمل لدعم غزة. وسرعان ما ردت إسرائيل بإطلاق النار.
وحزب الله، هو حزب سياسي أيضاً، والقوة الأقوى في لبنان.
ومثل حماس، صُنف حزب الله كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
لكن على النقيض من حماس، يتمتع حزب الله بالقدرة على تهديد إسرائيل بشكل جدي. ويعتقد أن لديه ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة - بعضها موجه بدقة - قادرة على إلحاق أضرار جسيمة في جميع أنحاء البلاد.
وببساطة، فإن حزب الله يمتلك من الأسلحة ما يفوق عدد الأسلحة التي تمتلكها العديد من الدول. كما أن إيران - التي تنكر حق إسرائيل في الوجود - سعيدة بتدريب وتمويل أعداء الدولة اليهودية.
واحتدم الصراع مع وقوع آلاف الضربات عبر الحدود.
وطلبت بعض الدول بالفعل من رعاياها مغادرة لبنان بشكل عاجل، بما في ذلك ألمانيا وهولندا وكندا والمملكة العربية السعودية، ونصحت المملكة المتحدة بعدم السفر إلى البلاد وتحث البريطانيين الموجودين هنا على المغادرة – بينما لا يزال بإمكانهم ذلك.
وحتى الآن، يعمل الجانبان بشكل أساسي على ضرب أهداف عسكرية، بالقرب من الحدود، مع البقاء ضمن الخطوط الحمراء المألوفة.
وأدى الانتقام الحالي إلى نزوح عشرات الآلاف من منازلهم؛ أكثر من 90 ألفاً في لبنان ونحو 60 ألفاً في إسرائيل.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حزب الله قتل 21 من جنوده. وبلغ عدد القتلى المدنيين 12 شخصاً، وفقا لمسؤولين حكوميين.
وفي ذلك الصراع، حارب حزب الله إسرائيل حتى وصل إلى طريق مسدود، لكن بتكلفة باهظة للبنان وشعبه. وحدث دمار هائل، وقتل أكثر من 1000 مدني لبناني - بحسب الأرقام الرسمية - إلى جانب عدد غير مؤكد من مقاتلي حزب الله.
وبلغ عدد القتلى في إسرائيل 160، بحسب التصريحات الحكومية، معظمهم من الجنود.
ومنذ أكتوبر، تنشر إسرائيل شيئاً آخر في جنوب لبنان: كتل خانقة وحارقة من الفوسفور الأبيض الموجودة في الذخائر.
تشتعل المادة الكيميائية فور ملامستها للأكسجين، ويلتصق الفسفور الأبيض بالجلد والملابس ويمكن أن يحرق العظام، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتأكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية من استخدام الفوسفور الأبيض فوق عدة مناطق مأهولة بالسكان في جنوب لبنان، بما في ذلك البستان.
وتقول إن استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض هو "عشوائي بشكل غير قانوني في المناطق المأهولة بالسكان".
كان هناك الكثير من التهديدات العدائية. وقال وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش إن لبنان "سيُباد". وعلق وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت قائلا إنه سيعيد لبنان "إلى العصر الحجري".
ووافق جيش الاحتلال الإسرائيلي على "خطط عملياتية لهجوم في لبنان" قبل شهر.
وفي الوقت الحالي، لا توجد دبابات تعبر الحدود، ولم يكن هناك قرار سياسي بالهجوم. ولا تزال إسرائيل تشن حربا في غزة والقتال على جبهتين يمكن أن يرهق جيشها.
لكن في غياب الحل الدبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله ـ العدوان القديمان ـ فإن حرباً شاملة قد تندلع. وإن لم يكن الآن، ففي وقت لاحق.