انفجار كوني بعيد يتحدى مفاهيمنا الحالية
اكتشاف مذهل: انفجار كوني بعيد عمره 8 مليارات سنة
في عالمنا المتسع، يسعى علماء الفلك دائمًا لاستكشاف أسرار الكون، وقد تمكنوا مؤخرًا من رصد انفجار كوني بعيد يعود تاريخه إلى 8 مليارات سنة ضوئية. هذا الاكتشاف تم بفضل استخدام تلسكوبات متطورة موزعة حول الكرة الأرضية، مما مكنهم من إلقاء نظرة فاحصة على هذا الحدث الكوني المبهر.
تفاصيل الانفجار: GRB 250702B
الانفجار الذي يحمل الاسم GRB 250702B هو نوع من انفجارات أشعة غاما طويلة الأمد، ويعتبر واحدًا من أقوى الأحداث الطاقية التي شهدها الكون منذ الانفجار العظيم. وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة رسائل الفيزياء الفلكية، فإن هذا الانفجار يمثل نقطة تحول في فهمنا لهذه الظواهر الكونية.
رصد الانفجار: تلسكوب فيرمي الفضائي
في الثاني من يوليو 2025، قام تلسكوب فيرمي الفضائي التابع لوكالة ناسا، والذي يدور حول الأرض منذ عام 2008، برصد هذا الانفجار غير العادي. وقد استمر الانفجار في إصدار إشعاعاته لأكثر من سبع ساعات، مما يجعله الأطول من نوعه الذي تم تسجيله على الإطلاق.
تعاون دولي لمتابعة الحدث
بعد رصد الانفجار، سارعت مجموعة من علماء الفلك إلى استخدام تلسكوبات مختلفة لتتبع التوهج اللاحق وتحديد مصدره. شمل ذلك تلسكوبات جيميني التوأم في تشيلي وهاواي، والتلسكوب الكبير في تشيلي، ومرصد كيك في هاواي، بالإضافة إلى تلسكوب هابل الفضائي. هذا التعاون الدولي يعكس الجهود الحثيثة لفهم أعظم أسرار الكون.
أسرار الانفجار: ما وراء الضوء المرئي
يعتقد العلماء أن GRB 250702B ناتج عن انفجار نادر، حيث أطلقت النفاثات بسرعة تصل إلى 99% من سرعة الضوء، مما جذب انتباه الباحثين. مصدر هذا الانفجار كان مجرة ضخمة تبعد 8 مليارات سنة ضوئية، وقد كانت مليئة بالغبار لدرجة أنها حجبت الضوء المرئي تقريبًا، مما جعل الضوء المرصود يأتي فقط من الأشعة تحت الحمراء والأشعة السينية عالية الطاقة.
ليلى الحلقة 41
تحليل الحدث: نظريات متعددة
وفقًا لجوناثان كارني، المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب الدكتوراه في الفيزياء وعلم الفلك بجامعة نورث كارولينا، فإن هذا الانفجار يمثل تحديًا لنماذجنا الحالية. التحليل الأولي يشير إلى أن الانفجار قد يكون ناتجًا عن موت نجم ضخم، أو تمزق نجم بفعل ثقب أسود، أو حتى اندماج نجم هيليوم مع ثقب أسود يدور في قلب النجم الضخم.
مستقبل الدراسات الفلكية
أشار كارني إلى أن "التفسير الدقيق لهذا الحدث لا يزال غير محدد، ولكن هذا الانفجار سيكون معيارًا فريدًا لمقارنة الانفجارات المستقبلية". هذه الاكتشافات تفتح آفاقًا جديدة لفهم الكون وتحدياته، مما يجعلنا ندرك أن هناك الكثير مما يمكننا تعلمه عن العوالم البعيدة.
