طبيبة تفسر سبب احتفال النساء بالطلاق "وهدم عش
كتبت - آلاء نبيل :
احتفاء بعض النساء بطلاقهن على مواقع التواصل الاجتماعي سواء بصور أو فيديو يرصد مظاهر الفرح والسعادة، أصبحت ظاهرة انتشرت خلال الآونة الأخيرة.
هذه الحالة أثارت حالة من الجدل بين المتابعين، خاصة أن انفصال الزوجة عن زوجها من التجارب المؤلمة، التي تترك أثرًا سلبيًا في نفسية المرأة.
من جانبها، قالت الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري علم النفس والعلاج الأسري، إن ظاهرة الاحتفال بالطلاق ليست حديثة العهد، بل منتشرة منذ فترة طويلة على نطاقٍ واسع في المجتمعات الغربية، وبدأت بعض الدول العربية، لا سيما مصر، في تقليدها.
وأضافت لـ"مصراوي"، أن الهدف من الاحتفال في المجتمعات الغربية هو مساندة المرأة المطلقة، للتخفيف من وقع صدمة انفصالها على حالتها النفسية، لكنها لم تلقَ قبولًا في مجتمعاتنا، لأنها ثقافة تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا.
وأوضحت استشاري علم النفس أن المتعارف عليه أن إقامة الحفلات تكون مرتبطة بالزواج، تعبيرًا عن سعادة الطرفين بارتباطهم سويًا، ولكن الاحتفاء بحالات الطلاق قد يبدو غريبًا عن المجتمعات العربية، لأن من المفترض أن تكون المرأة في هذا الموقف شديدة الحزن على هدم أسرتها.
وكشفت "عبد الله" أن طريقة الاحتفال بالطلاق تختلف من امرأة لأخرى، بناءً على سبب الطلاق، معلقةً على الواقعة الأخيرة التي قامت فيها سيدة بتوزيع الذهب احتفالًا بطلاقها من زوجها الخائن بقولها "حاولت التعبير عن أنها غالية وقيمتها أعلى من أي شيء، بما في ذلك الذهب، للتخلص من المشاعر القاسية التي تشعر بها، بسبب تعرضها للخيانة بعد 10 سنوات من الزواج".
وأكدت أن احتفال النساء بطلاقهن عادةً ما يكون بدافع الانتقام والتفريغ عن الغصب أو رغبة في لفت الانتباه وركوب التريند على المنصات الاجتماعية، للحصول على الدعم أو الشعور بأنهن مرغوبات من قبل رجال آخرين.
وقال استشاري العلاج الأسري أن هذه الظاهرة في الدول العربية، قد تلحق الضرر بالشباب والأجيال المقبلة على الزواج، حيث تجعلهم أشخاصًا غير أسوياء، يتبنون مفاهيم مغلوطة عن ثقافة الاحتفال ويعانون من هشاشة نفسية.
وأوصت عبد الله النساء المطلقات بعدم التفكير في الطلاق بأنه مؤشر على الفشل، بل يجب التعامل معه على أنه بداية لطريق جديد، مؤكدةً أن التخفي وراء مشاعر الاحتفال أمام الجميع لن يحسن من حالتهن النفسية، لذلك من الضروري التركيز على اكتساب الخبرات من هذه التجربة والتعلم من الأخطاء التي تم اقترافها ومحاولة تفاديها في العلاقة الجديدة.
وفي ختام حديثها، ناشدت النساء المطلقات بالتحلي بالهدوء والجلوس في المنزل، لإراحة العقل من التفكير، والابتعاد عن السوشيال ميديا، والتواصل مع طبيب نفسي، إذا لم يستطعن تجاوز هذه التجربة المؤلمة.
اقرأ أيضَا: