"مجزرة بلا شاهد".. مشاهد من داخل قطاع غزة بعد
كتبت- مصراوي
عاش أهالي قطاع غزة ليلة هي الأصعب عليهم، "لا كهرباء ولا اتصالات ولا إنترنت"، عمل الاحتلال على عزل القطاع عن العالم، من أجل استكمال تنفيذ المجازر دون وجود شاهد عليه، خاصة مع الإعلان عن بدء تنفيذ توغل بري محدود على أطراف القطاع.
في هذا التقرير نرصد بعض الصور التي التقطها عدد من صحفي القطاع الفلسطيني، ممن توفرت لديهم اتصالات محدودة، في لحظات الصباح الأولى، عقب الليلة التي كانت غزة تُباد فيها دون توثيق تلك الإبادة.
لم يكن أمام مواطني القطاع سوى الدعاء، بعض الأنباء التي خرجت من قبل صحفيين ممن توفرت لديهم اتصالات محدودة، ذكروا أنّ الاحتلال ينفذ إبادة جماعية لمدنيين أبرياء عُزل، والتي لازالت قائمة حتى اللحظة وفقًا للصحفي الفلسطيني أنس الشريف.
في ظل انقطاع الاتصالات والانترنت، لم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إلى الجرحى والشهداء، إضافة إلى عدم وجود إشارات لتلقي الاستغاثات، فبات المواطنون يحملون الجرحى على أكتافهم، للوصول إلى المستشفيات تحت قصف كان هو الأعنف منذ سنوات على القطاع المحاصر.
الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، الصحفي في شمال غزة، قال إن القصف الذي بدأ خلال الساعات الماضية لم ينتهي بعد، شمال القطاع يواجه قصفًا عنيفًا دون توقف، من قبل طائرات الاحتلال والمدفعية الخاصة به.
يُحاول أنس إيصال رسالة إلى العالم أجمع إضافة إلى استكمال نشر وفضح جرائم الاحتلال ، في ظل عدم توافر الاتصالات والإنترنت يستغل الشاب فرص الحصول على اتصال محدود من أجل أن يصل رسالته، حسب الشاب فإنه حتى اللحظة هناك عشرات العائلات التي لم تخرج بعد من تحت الأنقاض، مؤكدا على أنّه مستمر هو وزملائه في محاولة التغطية، تحت القصف العنيف.
في السادسة من مساء أمس الجمعة، قطع الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة كاملة، وذلك من أجل تنفيذ دخول بري، وبالفعل بدأ الطائرات توجه قصفًا عنيفا تحديدًا في الشمال والوسط، وبمحيط المستشفيات خاصة الإندونيسي والشفاء الطبي، ما تسبب في سقوط عشرات الشهداء والجرحى والذين وصل عددهم في آخر إحصائية رسمية اليوم نحو 7703 شهيدا، إضافة إلى وجود عدد كبير أسفل الأنقاض لم يخرج بعد.
قياديي حركة حماس أعلنوا في الساعات الماضية، أنّ المقاومة الفلسطينية خلال اشتباكها الدائر مع قوات الاحتلال التي حاولت تنفيذ توغل بري، تحديدا في بيت حانون ومخيم البريج، أسقطت من بينهم عددًا كبيرًا ومنعتهم من التوغل أو السيطرة على المنطقتين بل دفعتهم للتراجع.
الاحتلال الإسرائيلي من جانبه خرج برواية مختلفة لما أعلنته المقاومة الفلسطينية، فزعم أن قواته قتلت خلال الليل عددا من القادة الميدانيين لحماس، إضافة إلى أنّ القوات التي دخلت ليلًا لا تزال في مواقعها، بل إنها وسعت نطاق عملياتها في شمال غزة.
وفي صباح اليوم السبت، لاتزال طائرات الاحتلال تشن غارات عنيفة على القطاع بأكمله، وتقوم بقصف قنابل دخانية على مناطق عدة بالشمال حسب ما أفاد به عدد من الصحفيين المتواجدين حاليا في شمال القطاع، والمتوفر لديهم اتصال محدود في ظل الانقطاع الكامل للانترنت والاتصالات.