أستاذ بالأزهر يوضح فروقاً جوهرية بين الصالح
كـتب- علي شبل:
كشف الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، عن فروق جوهرية ومهمة بين الصالح والمصلح، لافتا إلى أن الناس تحب الصالح السلبي .. ولا تحب المصلح الإيجابي .. لأن ما يدعو إليه من الإصلاح؛ يصطدم برغباتهم وأهوائهم وشهواتهم!
وأضاف العشماوي أن الناس أحبوا النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، واحتفَوْا به، ولقبوه بالصادق الأمين، فلما بعثه الله برسالته، ودعاهم إلى توحيده، ونبذ ما هم عليه من الشرك؛ كرهوه وحاربوه وأخرجوه من بلده؛ لأنه تحول من صالح في نفسه؛ إلى مصلح لغيره!
واضاف أستاذ علوم الحديث بجامعة الأزهر، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الطوائف العاملة للإسلام، اليوم، فريقان:
فريق اشتغل بإصلاح غيره، وترك إصلاح نفسه، وهم السلفية المعاصرة وأضرابهم!
وفريق اشتغل بإصلاح نفسه، وترك إصلاح غيره، وهم الصوفية المعاصرة وأضرابهم!
وكلا الفريقين مخطئ فيما ذهب إليه؛ فإن حقيقة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنها اشتغال بصلاح النفس، ثم بإصلاح الغير؛ فإنه لا معنى لنفس صالحة في مجتمع فاسد، وإذا صلحت النفس؛ كانت كاملة، فقامت بتكميل غيرها، وإلا كانت عاطلة!
ومما يشير إلى الفرق بين الصالح والمصلح- يقول العشماوي- أنه عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: "أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم، إذا كثر الخَبَث"، فلم يمنع وقوع الهلاك للصالحين؛ لأنهم اكتفوا بصلاح أنفسهم، ولم يُصلحوا غيرهم، فكانوا من أسباب شيوع الفساد في الأرض - بسلبيتهم - واستحقاق الهلاك العام!
وعلى عكس ما جاء في هذا الحديث الشريف، من وقوع الهلاك العام برغم وجود الصالحين؛ ينص القرآن الكريم على امتناع الهلاك بوجود المصلحين، قال تعالى: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ"! ولم يقل: "صالحون"، وهو نص في المعنى الذي نريد تقريره هنا!
وأكد الدكتور العشماوي أنه لا معنى لوجود عضو صالح في البدن، وترك جميع الأعضاء فاسدة عليلة؛ فإن فساد عضو واحد - إذا تُرك من غير إصلاح - يسرع منه الفساد إلى سائر الأعضاء، حتى يهلك جميع البدن، فاعتبر بهذا المثال؛ تعلم عدل الله تعالى في إهلاك مجتمع مسلم، رغم وجود الصالحين، وإقامة مجتمع كافر، لوجود المصلحين!
اقرأ أيضا:
منها الوضوء عارياً.. 3 أحكام شرعية مهمة تعرف عليها من الإفتاء
اكتشفت أن زواجها كان "عرفي" والمأذون مزيف.. رد ونصيحة من أمين الفتوى
بعد ظهور "ويجز" بالحناء.. أمين الفتوى: يجوز وضعها للرجال في حالة واحدة
