-

اعتقال ضابط أمن في السودان بتهم انتهاكات

اعتقال ضابط أمن في السودان بتهم انتهاكات
(اخر تعديل 2025-10-30 20:16:27 )
بواسطة

في تطور مثير على الساحة السودانية، قامت قوات الدعم السريع باعتقال أحد أبرز ضباطها، المعروف بعيسى أبو لولو، في مدينة الفاشر الواقعة في ولاية شمال دارفور. هذا الاعتقال يأتي كخطوة تمهيدية لإحالته إلى القضاء بتهم تتعلق بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، مما أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل هذه القوات ودورها في الأحداث الجارية.

في بيان رسمي صادر اليوم الخميس، أكدت قوات الدعم السريع أنها قامت بضبط أبو لولو وإحالته إلى الجهات المختصة للتحقيق. وجاء في البيان أنها لن تتهاون مع أي عنصر ارتكب تجاوزات، وأنها عازمة على تقديمه للعدالة. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس تتعرض فيه قوات الدعم السريع لانتقادات شديدة بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

التزام قوات الدعم السريع بالتحقيقات

في سياق متصل، زعمت مليشيات الدعم السريع أنها ملتزمة بإبلاغ الجهات الدولية بنتائج التحقيقات المتعلقة بالأحداث التي شهدتها الفاشر، وذلك بعد أن أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم الذي قامت به هذه القوات على المدنيين وارتكابهم المجازر. هذه الالتزامات تبقى محل تساؤل في ظل الشكوك حول نزاهة التحقيقات.

من هو أبو لولو المتهم بارتكاب مجازر الفاشر؟

أبو لولو، الذي يحمل اسمه الحقيقي عمر الفاتح عبد الله إدريس، هو عميد في قوات الدعم السريع. ذاع صيته بعد تداول مقاطع مصورة تظهره يشرف على عمليات تصفية ميدانية لمدنيين في الفاشر. في إحدى تلك المقاطع، ظهر وهو يستجوب أحد الأشخاص حول انتمائه القبلي، قبل أن يطلق عليه النار بشكل مباشر، مما اعتبره حقوقيون إعداماً ميدانياً على أساس الهوية.

الاعترافات والتحقيقات

على الرغم من أن قوات الدعم السريع كانت قد نفت في وقت سابق أي صلة لها بأبو لولو، إلا أنها عادت وأعلنت القبض عليه وأودعته في سجن شالا بالفاشر. وقد أقر قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، بوقوع انتهاكات ارتكبتها قواته في المدينة، متعهداً بفتح تحقيق شامل في تلك الأحداث.

وجاءت اعترافات حميدتي بعد أن وجهت منظمات حقوقية ونقابات الأطباء اتهامات لمقاتلي الدعم السريع بارتكاب فظائع عقب سيطرتهم على المدينة في 26 أكتوبر 2025، حيث شملت تلك الفظائع عمليات قتل جماعي وتعذيب ونهب على نطاق واسع، وثقت بالعديد من الفيديوهات والصور.

رغم أن حميدتي أصدر أمراً عبر منصات التواصل الاجتماعي لقواته بالانسحاب من الأحياء السكنية، متعهداً بنشر وحدات شرطة تابعة للدعم السريع بمجرد تأمين المدينة، إلا أن بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان أكدت أن الأوضاع في المدينة مزرية.

الوضع الإنساني في الفاشر

أفادت بعثة تقصي الحقائق في بيان لها بأن حوالي 800 ألف شخص لا يزالون محاصرين في الفاشر، التي وقعت تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وطالبت البعثة الدول ذات النفوذ بعدم تغذية النزاع في السودان، مشددة على أن إنهاء النزاع ممكن إذا تم وقف تدفق الأسلحة.

كما أكدت البعثة أن تصريحات قائد الدعم السريع تفتقر إلى الشفافية، مشيرة إلى عدم إيمانها بنزاهة التحقيقات الداخلية، حيث لا تعتقد أن الأشخاص الذين ارتكبوا الجرائم ستتم محاسبتهم كما يجب. وتعمل حالياً على بناء تحقيق وتجمع المعلومات لتحديد المتواطئين في الانتهاكات التي حدثت في السودان.


سيوف العرب الحلقة 11