مهر فضة وطلاق في حالة وحيدة.. حكاية الزواج
كتبت- أسماء مرسي:
قديما، سعى الإنسان إلى تنظيم حياته الاجتماعية وتأسيس علاقات مُستقرة قائمة على المودة والاحترام.
ولعب الزواج دورا مهما في بناء هذه العلاقات، ولكن، هل تساءلت يوما كيف كان يتم عقد الزواج في مصر القديمة؟، من هو ذلك الشخص الذي يُشرف على هذه العملية؟
وفي هذا الصدد، كشف الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار لـ"مصراوي"، دور المأذون في عقد الزواج، وخطوات الزواج عند المصريين القدماء.
خطوات الزواج عند المصري القديم:
الخطوبة
كان يتقدم الرجل لخطبة المرأة من عائلتها، وتتم مناقشة المهر وشروط الزواج.
المهر
لم يكن المهر يُدفع إلا في حالة الانفصال، وكان في البداية شفهيا، ثم يُوثق لاحقا في وثيقة مكتوبة تُسجل في الأسرة.
خاتم الزواج
ارتدى المصريون القدماء خاتم الزواج بشكل دائري، ليرمز إلى اتحاد الرجل والمرأة إلى الأبد، كحلقة مفرغة بلا نهاية، وأطلقوا عليه "حلقة البعث" لعدم وجود بداية ونهاية له.
من كان يُزوج العروسين؟
كان تُوثق أي التزامات مادية يتعهد بها الزوج، ثم الزواج في المعبد على يد كاهن، وهو ما يُسمي حاليا بـ"المأذون".
عقد زواج من العصر الفرعوني
لفت "كبير الأثريين" إلى أن عُثر على عقد زواج يعود إلى العصر الفرعوني، كنموذج على ورق بردي، ليوم 21 من شهر أبريل من فصل الصيف خلال السنة الخامسة من حكم الملك أبسماتيك (664-640 قبل الميلاد).
وينص العقد على زواج رجل من امرأة، ويحدد قائمة المهر الذي سيقدمه لها، وجرامات من الفضة والشعير.
ويشمل العقد قسما غريبا يُقسم فيه الزوج بآمون وفرعون أنه لن يطلق زوجته إلا في حالة ارتكابها خطيئة.
التزامات الزوج
يُلحق بالعقد فقرات خاصة بالتزامات الزوج نحو زوجته، سواء كانت في منزل الزوجية أو في حال طلاقها، حيث تنص بعض بنود العقد على أن الزوجة ستحصل على جزء من أملاكه الشخصية في حال طلاقها، وأن أولادها سيكونون هم الورثة الشرعيين لأبيهم، كما يُتيح للزوجة في بعض الأحيان حق تطليق نفسها.
تطور عقد الزواج عبر العصور
شهدت مصر تطور في أشكال وأساليب عقد الزواج، بدءا من العصر الفرعوني وصولا إلى العصر الحديث.
العصر الفرعوني:
في العصر الفرعوني، كان الزواج عقدا مدنيا باتفاق الطرفين، دون تدخل ديني، وكان يُسجل في وثائق رسمية لضمان حقوق الزوجين.
العصر الروماني:
تغيرت بعض ممارسات الزواج، حيث أصبح من المعتاد أن تعيش الزوجة مع زوجها لفترة قبل إتمام عقد الزواج رسميا.
العصر القبطي:
لعبت الكنيسة دورا مهما في تنظيم عملية الزواج، فكان الكاهن يحرر عقد زواج في يوم الزفاف.
العصر الإسلامي:
في بداية العصر الإسلامي، كان الزواج يتم بالأشهار، أي بالإعلان عن زواج الطرفين دون الحاجة إلى عقد رسمي.
العصر الفاطمي:
شهد ظهور عقد الزواج الرسمي، حيث تم إنشاء ديوان للزواج لتسجيل عقود الزواج وضمان حقوق الزوجين.
العصر الحديث:
في عام 1899، تم إنشاء وظيفة المأذون لتسجيل عقود الزواج بشكل رسمي، وتحديد شروط شغل هذه الوظيفة لضمان كفاءة المأذونين.
المرأة والمأذون:
أدت المرأة دورا مهما في تطور وظيفة المأذون، حيث سُمح لها بشغل هذه الوظيفة لأول مرة في عام 2000.