معبد أبيدوس: عظمة الحضارة المصرية القديمة

زيارة معبد أبيدوس: تجربة لا تُنسى
في يوم مشمس دعاني فيه الفضول والاهتمام بالتاريخ، قررت زيارة معبد أبيدوس الواقع في محافظة سوهاج. وما إن وطأت قدمي أرض هذا المعلم التاريخي، حتى شعرت بأنني قد انتقلت عبر الزمن إلى عصور بعيدة. الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، شارك تجربته الشخصية في زيارة هذا المعبد، واصفًا إياه بأنه من أجمل المعالم التي شهدها في حياته.
جمال الجداريات والنقوش
أثناء حديثه في برنامج "فتاوى الناس"، أعرب الدكتور فخر عن إعجابه الكبير بجمال الجداريات والنقوش التي تزين جدران المعبد. وصف تلك الجداريات بأنها تتفاعل مع بعضها البعض، وكأنها تحكي قصة حياة المصريين القدماء. كان هناك مرشد سياحي يشرح التفاصيل الدقيقة للنقوش، مما جعل الدكتور يشعر وكأنه يغوص في أعماق التاريخ عبر هذه الرسومات المدهشة.
ليلى الحلقة 41
سقف النجوم: تصميم في غاية الدقة
تشير زيارة الدكتور فخر إلى وجود قاعة في المعبد تحتوي على سقف مزين برسومات للنجوم في مواقعها السماوية بدقة متناهية. وبفضل هذا التصميم، يمكن للزائر أن يرى انعكاس صورة السماء على الأرض باستخدام مرآة، وكأنه ينظر مباشرة إلى السماء. هذا التصميم الفريد كان يُستخدم لدراسة حركة النجوم والأفلاك، مما يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة واهتمامها بالعلوم.
الفتوحات الإسلامية والحفاظ على التراث
أشار الدكتور فخر إلى أن الرومان حاولوا تخريب هذا المعبد، وخاصة تلك القاعة الفريدة، لكن الفتح الإسلامي جاء ليحافظ على هذا التراث بدلاً من تدميره. وقد أكد أن الفتح الإسلامي يختلف تمامًا عن الاحتلالات الأخرى التي كانت تسعى إلى النهب والتخريب، حيث كان الهدف هو حماية الحضارة الإنسانية.
احترام التراث الثقافي
وفي حديثه عن القلق من تحول احترام التماثيل إلى تقديس أو عبادة مع مرور الزمن، أكد الدكتور فخر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشر بعدم وجود شرك بعده، لكنه حذر من التنافس على الدنيا. وحذر من أن هذا التنافس هو ما يؤدي إلى المشكلات، ولا يجب أن يؤثر على احترام التراث والتماثيل التاريخية.
أهمية المتحف المصري الكبير
كما أشار الدكتور إلى افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر القادم، واصفًا إياه بأنه سيكون أكبر متحف في العالم. حيث سيتم عرض التماثيل والقطع الأثرية التي تحكي تاريخ مصر العظيم في احتفالية رائعة، مما يعكس مكانة مصر كبلد للحضارة والرقي.
إن زيارة معبد أبيدوس ليست مجرد رحلة عبر الزمن، بل هي تجربة غنية تحمل في طياتها عبق التاريخ وعمق الحضارة المصرية العريقة.