مستشار رئيس جامعة القاهرة لـ "الطلاب": لا
كتب- عمر كامل:
واصلت جامعة القاهرة فعاليات معسكر القيادة الفعالة في نسخته الأولى حول "تطوير الوعي الوطني" والذي يُقام تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة.
وألقى الدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة والأستاذ بكلية الإعلام، محاضرة بعنوان "الإعلام والوعي في مراحل التحول"، بحضور الدكتور عبدالله التطاوي مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية، والدكتور مجدي عمر مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، وذلك في إطار المشروع الفكري الذي يتبناه رئيس الجامعة بهدف تطوير الوعي الوطني كجزء من تطوير العقل المصري وبناء مجتمع جديد قائم على التفكير العلمي.
وفي مستهل حديثه، أشاد الدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة، بالدكتور محمد الخشت صاحب فكرة معسكر القيادة الفعالة وتطوير الوعي الوطني كونه فيلسوفا مستنيرا وصاحب الأيادي البيضاء في كل ما يحدث في الجامعة ومحيطها على كافة المستويات سواء المحلية أو العربية أو الإسلاميةأو الدولية، بالإضافة إلى جهوده في إصدار وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير ووضع استراتيجية الجامعة والتي تقود خُطى الجامعة، بما ساهم في نجاح الجامعة في تحقيق تقدمً غير مسبوق في التصنيفات الدولية ودخولها ضمن أفضل 100 جامعة عالمية في خمسة تخصصات، وإدراج 73 من علمائها ضمن قائمة أفضل 2% من العلماء على مستوى العالم.
وقال الدكتور محمد منصور هيبة، إن مصر مرت بمراحل تحول خطيرة في حياتها وعبر تاريخها، وكانت في بعض المراحل تبدو وكأنها تعثرت ولكن سرعان ما كانت تسترد قوتها وإرادتها، مشيرا إلى أن مصر تمتلك مقومات الريادة والقوة بقيادتها وجيشها وشرطتهاوعلمائها واساتذتها وجامعاتها، وكل شعبها،وقد طاف أبناؤها الأرض شرقا وغربا وتركوا بصمات في كل مكان منذ الفراعنة مرورا بالتاريخ المعاصر وحتى ثورات ٢٣ يوليو، و٢٥ يناير، و30 يونيو.
وأكد المستشار الاعلامي، ضرورة التسلح بأدوات تتناسب مع العصر وأولها المعرفة والتي تبدأ بالقراءةمتضمنة الفهم والتدبر وصولا إلى مرحلة الوعي، والربط بين ما تتم قراءته وما يحيط بنا، وقراءة ما بين السطور والأفكار، لافتا إلى أن الكلمة أمانة ومسؤولية وقد أقامت دولا ومجتمعات وهدمت أخرى، بالإضافة إلى معرفة الإطار العام وفهم ما بين السطور وما وراءها، وإدراك أن القراءة والمعرفة تقود إلى الفهم ثم الوعي والذي يشكله العديد من العوامل مثل الإعلام والبيئة والأسرة والجامعةوالعديد من مؤسسات الدولة، حيث إن الوعي هو الذي يقود إلى التحصين ضد أي عوامل هدامة، لافتًا إلى أن الحصول على المعلومات كان يُمثل قديما عملية شاقة ولكن في العصر الحالي ومع التطور التكنولوجي أصبحت هذه العملية تتسم بسهولة كبرى، وبالتالي فإنه لابد ألا يتحدث أي فرد أو يكتب أو ينشر إلا بعد إمتلاك الدليل على صحة المعلومة.
وأضاف محمد أن ثورة ٣٠ يونيو هي الثورة الشعبية والقيادة الحكيمة الواعية التي تدرك قيمة مصر وترفض أن يكون ولاء هذا الوطن ومقدراته لتيار أو فكر معين.
وتابع المستشار الإعلامي للجامعة، أن الجمهور أصبح في عصر الإعلام الرقمي شريكا فعالا في العملية الإعلامية حيث يتلقى المعلومات ويفرز ما يتلقاه بما يمتلك من معرفة وفهم ووعى.
وأكد الدكتور محمد منصور، أن الإعلام يخلق الوعي عامة والوعي الوطني خاصة ويؤسسه ويشكله ويكونه ويطوره، بمشاركة مؤسسات أخرى مثل الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الإعلام قادرا على خلق أهداف سامية نرتقي إليها ونقترب منها ونعمل معا على تحقيقها، فهو يمتلك القدرة على التدمير والبناء، ويتمكن من التقوية والإضعاف، ولذا فهو أخطر سلاح خاصة وأن الحرب القادمة هي حرب إعلامية بمقاييس الحرب، ولا يوجد غزو أو هدم أو بناء لأي أمة بدون إعلام، موضحًا أن من يعمل في المجالات الإعلامية لابد أن يضبط لسانه قبل النطق بالكلمة أو نشرها.
وأضاف المستشار الإعلامي، أن مصر قادرة على أن تقهر أي محاولة للهدم وتخطي الصعاب بعظمة أبنائها وقادتها وعمالها وأمهاتها وآبائهاكل في مكانه، وأن يتحدوا ويكونوا على درجة كافية من الوعي بقيمتها ودورها، ويدرك كل منهم أن له دوره ومسؤوليته وقيمته، ويؤمنوا بأن مصر قادرة وأنها دولة متدينة تعلم ما هو الدين وما هي الأخلاق، بالإضافة إلى النظر إلى ما يحدث في العديد من الدول المحيطة مثل سوريا واليمن وليبيا وإدراك أن مصر منحها الله قادة حافظوا عليها وتحملوا الأمانة في الحفاظ على الوطن على الوجه الأكمل، مُشددًا على ضرورة أن يضع الشعب المصري يده في يد قيادته الواعية لاستكمال مسيرة التنمية.
وفي نهاية حديثه وجه المستشار الإعلامي لجامعة القاهرة، الطلاب بضرورة عدم التهاون مع من يشكك في قدرات الوطن، والانتباه إلى ما يتم دسه في ثنايا السطور، وضرورة التفكير والتأمل في مستقبل الوطن، ومعرفة تاريخه لأن أمة بلا تاريخ لا حاضر لها، وأمة لاتملك حاضرها،لن تصنع مسقبلها بالإضافة إلى الحرص على المعرفة والفهم والإدراك، والعمل على تطوير النفس باستمرار، والتحصين ضد مظاهر القبح الأخلاقي والابتعاد عنها خاصة المتداولة بشكل واسع في العصر الحالي على وسائل التواصل الاجتماعي، والتعمق في المعلومة ومعرفة مصدرها، والسعي في التطوير مع الحفاظ على ثقافة وفكر المجتمع المصري، وعدم تكوين انطباعات وثقافات سطحية، مع الحرص على أن يمثلوا نموذجا تفتخر به جامعة القاهرة التي تمثل أرقى جامعة في المنطقة العربية، داعيًا إياهم بالفخر بانتمائهم إلى جامعة القاهرة أعرق جامعة عربية، واختيارهم للمشاركة في هذا المعسكر المتميز، بالإضافة إلى الفخر بكونهم مصريين وكفى، انطلاقا من أن مصر تمثل الأمن والأمان والسلام وهى درة هذا الكون وبها خير أجناد الأرض وفي رباط إلى يوم الدين.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس الجامعة، إن الإلمام بمهارات القيادة على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للطلاب في عدة جوانب، منهاتمكين الشباب من ممارسة العمل القيادي بكفاءة من خلال استخدام الأدلة والبراهين في الأحاديث والحوارات، وتكوين عقل ناقد يمتلك القدرة على المساءلة والنقد والبحث عن الحقيقة، مشيرا إلى أن المستوى الثقافي والفكري في الحياة اليومية يعد من المتغيرات اليومية في الحياة، خاصة مع ما يشهده عصر التدفق المعلوماتي الحالي من تغير بشكل سريع وتطورات تكنولوجية كبيرة.