بعد أكثر من 4 عقود.. وفاة الوريث الـ 77
وكالات
بعد عقود قضاها صالح الشيبي، السادن الأحدث في سلسلة عائلته المكلفة بحمل مفتاح الكعبة المشرفة، منذ أكثر من 1400 عام، حكم الموت بنهاية ولايته أمس الجمعة.
وفي وداع أخير لصاحب الـ80 عاما، حضرت جموع من المصلين صلاة الجنازة بالحرم المكي فجر اليوم السبت؛ تكريما لأعوام قضاها حاملا للمفتاح الأعظم، استكمالا لإرث عائلته الذي بدأ منذ العام الثامن للهجرة بتولية من النبي تمثلت في قوله "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم".
وكان صالح الشيبي، تسلم السدانة الشرفية من عمه في عام 1980، ليظل حاملا للمفتاح طيلة 44 عاما ما سمح له بغسل الكعبة المشرفة لما يربو من 100 مرة.
ووفقا للهيئة العامة لشؤون المسجد الحرام، فإن مفتاح باب الكعبة يُستودع السادن الأول من عائلة الشيبي، أكبرهم سنا، ليكون منوطا بإخطار باقي كبار السدنة عند فتح باب الكعبة؛ للحضور والقيام بغسلها من الداخل بمشاركة ولي الأمر والأمراء وضيوفهم.
ومن المعتاد أن تُغسل الكعبة من الداخل مرتين في الوقت الراهن، بمشاركة السدنة بعد فتح الباب.
وكان السادن الراحل الحاصل على درجة الدكتوراه، قال في حوار سابق مع مجلة "الرجل"، إن كسوة الكعبة تتكلف قرابة 25 مليون ريال سعودي سنويا، موضحا أنه تم استخدام 278 كيلوجراما من الذهب الخالص لصناعة الباب الخارجي للكعبة.
وأشار السادن الـ 77، إلى أن باب الكعبة يُفتح مرتين في العام، كما يستخدم نوعا خاصا من "العود" لغسل الكعبة من الداخل يبلغ سعر الكيلوجرام منه ما يزيد عن 10 آلاف دولار.
ومن المقرر أن تعقد عائلة الشيبي، اجتماعا موسعا عقب انتهاء اليوم الثالث للعزاء، لنقل مهمة السدانة إلى أكبر ذكور العائلة، بحضور ورثة كبير السدنة الراحل لتسليم عهدة تتضمن مفتاح الكعبة المشرفة.
وفي أعقاب انتهاء مراسم تسليم عهدة السدانة، يرفع السادن الأكبر الجديد من عائلة الشيبي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز "لسماع توجيهاته وتعليماته".
يذكر أن ولاة العهد السعوديون، أقرّوا تباعا بإسناد السدانة إلى عائلة الشيبي؛ إثباتا لإرثهم التاريخي، ليكونوا على رأس المسؤولين عن استبدال كسوة الكعبة وغسلها، وذلك المسؤولين عن حمل مفتاحها وبالتالي فتحها للزائرين بالتنسيق مع الجهات المعنية.