موسم العودة للمدارس: الفجالة تحت ضغوط الأسعار
حكايات من قلب الفجالة خلال موسم العودة للمدارس
كتبت وتصوير- دينا كرم:
تعيش منطقة الفجالة، التي تقع في قلب العاصمة القاهرة، حالة من الازدحام الشديد مع بدء موسم الدراسة. تعتبر هذه المنطقة الوجهة الأكثر شهرة لشراء الأدوات المدرسية، لكن الغريب أن الإقبال هذا العام أقل من العام الماضي. السبب وراء ذلك يكمن في ارتفاع الأسعار، كما أوضح عدد من التجار الذين تحدثوا عن واقع السوق.
الفجالة: معقل الأدوات المدرسية
تتمتع الفجالة بسمعة قوية بسبب كثرة المكتبات والمحلات التجارية التي توفر كل ما يحتاجه الطلاب. من حقائب مدرسية وكتب خارجية إلى أدوات رسم وكشاكيل، تتنوع المعروضات بشكل كبير، مما يجعل من السهل على الأهالي العثور على مستلزماتهم. لكن، مع كل هذه الخيارات، أصبح السعر هو العقبة الرئيسية.
تجار الفجالة: تراجع واضح في الإقبال
يقول بهاء فراج، صاحب محل في الفجالة، إن حركة الشراء هذا العام هادئة بشكل ملحوظ. "الزبون الجملة أقل من العام الماضي، والناس صاروا يشترون كميات أقل بكثير". يضيف فراج، "بدلاً من شراء 5 دستات من الكشاكيل، أصبح الزبائن يكتفون بدستة أو اثنتين".
ويستمر فراج في الشكوى من تأثير ارتفاع الأسعار على عمله، حيث يذكر أن "السنة الماضية، كانت علبة الأقلام بـ40 جنيهاً، وكنا نحقق منها ربحاً قدره 4 جنيهات، أما الآن فقد ارتفع سعر العلبة إلى 80 جنيهاً بنفس الربح". هذه الزيادات جعلت أولياء الأمور يفضلون استخدام مستلزمات العام الماضي بدلاً من شراء الجديد.
وفي نفس السياق، يشير محمد طارق، صاحب محل لبيع الشنط المدرسية، إلى أن الإقبال متراجع بشكل كبير بسبب ضعف القدرة الشرائية. "الناس تسأل وتمشي، وقليل من يشترون". ويؤكد أن أسعار الشنط ارتفعت بشكل كبير، حيث يصل أقل سعر لشنطة رياض الأطفال إلى 150 جنيهاً، بينما تصل أسعار الشنط الأكبر إلى 450 جنيهاً.
أولياء الأمور: صرخات من ارتفاع الأسعار
تتحدث نسرين، وهي أم لثلاثة أطفال، عن خيبة أملها بعد زيارتها الفجالة. "جئت هنا معتقدة أنني سأجد الأسعار أقل، لكن الحقيقة كانت مغايرة". تكمل نسرين قائلة: "الدستة فيها 10 كشاكيل بـ120 جنيهاً، وعلبة الألوان التي كنت أشتريها بـ35 جنيهاً، أصبحت الآن بـ65".
زينب، التي لديها أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، تتفق معها، مشيرة إلى زيادة أسعار الكتب الخارجية. "اشتريت كتب خارجية لأولادي في الابتدائي بـ700 جنيه". هي أيضاً بدأت تقلل من عدد المستلزمات التي تشتريها، حيث أصبحت تشتري دستة واحدة بدلاً من اثنتين.
أما ياسر، أحد الآباء، فيرى أن أسعار الفجالة لا تزال أقل من المكتبات الأخرى، لكنها تبقى مرتفعة. يقول: "أحاول تقليل الكميات التي أشتريها، وأستخدم مستلزمات العام الماضي بدلًا من شراء جديدة".
تحديات التعليم: أثر القرارات على السوق
تراجعت مبيعات الكتب الخارجية بشكل ملحوظ بسبب القرارات التعليمية التي ألغت بعض المواد الدراسية. أحمد عوني، صاحب أحد المحلات، يشير إلى أن هناك أزمة في كتب المرحلة الثانوية، حيث لا تزال في المخزن بسبب تردد المواطنين في الشراء. "لم نتلقَ نشرة من الوزارة تفيد بإلغاء المواد، مما أثر سلباً على المبيعات".
ويضيف عوني أن الكتب المتوفرة بشكل كبير هي للمرحلة الابتدائية والإعدادية، بينما يشير مصطفى بهية إلى أن نسبة الزيادة في أسعار الكتب الخارجية ليست كبيرة، حيث تتراوح بين 3% و10% مقارنة بالعام الماضي.
ختاما: الفجالة بين الآمال والتحديات
تظل مشاهد الفجالة في بداية العام الدراسي مميزة، حيث تجمع بين أجواء الحماس والتحضير للمدرسة وبين التحديات الاقتصادية التي تواجه الأسر. ورغم كل هذه الصعوبات، يبقى الأفراد يتوجهون إلى الفجالة كواحدة من الحلول المتاحة للتخفيف من عبء تكاليف الدراسة.
التوت الأسود الحلقة 1