زيادة الوزن واللياقة: مخاطر صحية خطيرة

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر زيادة الوزن وضعف اللياقة

أظهرت دراسة حديثة من جامعة جوتنبرغ السويدية أن زيادة الوزن وضعف اللياقة البدنية خلال مرحلة المراهقة المتأخرة يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة بالإنتان والالتهابات البكتيرية الشديدة في مرحلة البلوغ، مما يؤدي إلى وفاة الأشخاص بسبب تلك الأمراض. هذه النتائج تتحدث بصوت عالٍ عن أهمية الصحة البدنية في مرحلة الشباب.

منهجية الدراسة الشاملة

استندت هذه الدراسة الواسعة النطاق إلى تحليل بيانات السجل الوطني السويدي، حيث تم متابعة ما يقرب من مليون رجل لأكثر من ثلاثة عقود. تم الربط بين بيانات سجل التجنيد العسكري والسجل الوطني للمرضى وسجل أسباب الوفاة، مما أتاح للباحثين الحصول على رؤى دقيقة حول تأثير اللياقة البدنية والوزن على الصحة العامة.

قياسات مؤشر كتلة الجسم واللياقة

خلال فترة التجنيد الإجباري، تم قياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) واللياقة البدنية للمشاركين. بناءً على هذه القياسات، تم تصنيفهم لمقارنة خطر تعرضهم أو وفاتهم لاحقاً بسبب حالات مثل الالتهاب الرئوي البكتيري أو عدوى صمام القلب أو الإنتان.

نتائج الدراسة: خطر الإصابات البكتيرية

أثبتت الدراسة وجود ارتباط قوي بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وضعف اللياقة البدنية خلال فترة التجنيد الإجباري وخطر الإصابة بالعدوى البكتيرية الحادة لاحقاً، والوفاة بسببها. خلال فترة المتابعة، تم تحديد أكثر من 44 ألف حالة إصابة بالعدوى البكتيرية الحادة، حيث كان الالتهاب الرئوي هو الأكثر شيوعاً يليه تعفن الدم.

البداية عند الوزن الطبيعي المرتفع

وجد الباحثون أن "زيادة خطر الإصابة بالعدوى تبدأ بالفعل عند مستويات الوزن الطبيعي المرتفع". هذا يعني أن الخطر يزداد مع تدهور اللياقة البدنية وزيادة مؤشر كتلة الجسم، مما يثير القلق حول ضرورة مراقبة هذه العوامل منذ الصغر.

مخاطر تسمم الدم

كان ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وانخفاض مستويات اللياقة البدنية عاملين قويين بشكل خاص لخطر الإصابة بتسمم الدم. بالمقارنة بين الرجال الذين يعانون من السمنة (مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر) والأشخاص ذوي الوزن الطبيعي المنخفض (مؤشر كتلة الجسم 18.5-19.9)، كان معدل انتشار تسمم الدم أعلى بثلاث مرات في المجموعة الأولى.
ليلى الحلقة 41

خطر الوفاة بسبب تسمم الدم

تشير الدراسة إلى أن خطر الوفاة بسبب تسمم الدم كان أعلى بأربع مرات في المجموعة ذات مؤشر كتلة الجسم المرتفع، مما يبرز خطورة هذه الحالة الصحية.

دلالات الدراسة للصحة العامة

أشارت الأستاذة جوزفينا روبرتسون، إحدى مؤلفي الدراسة، إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وضعف اللياقة البدنية معروفان كعوامل خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. هذه الدراسة تضيف بعداً جديداً يربط هذه العوامل بمعدل الإصابة بالعدوى البكتيرية الحادة في مرحلة البلوغ.

خلص الباحثون إلى أن نتائجهم "ذات أهمية خاصة اليوم"، في ظل التزايد المستمر في معدلات الوزن الزائد والسمنة وأنماط الحياة الخاملة، في الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة مقاومة المضادات الحيوية. لذا، يُحث على التدخل المبكر لتعزيز الوزن الصحي والنشاط البدني في مرحلة المراهقة للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع في المستقبل.