السحر الأسود وتأثيره في كرة القدم الأفريقية
كتب- محمد عبدالهادي:
تعتبر كرة القدم الأفريقية أكثر من مجرد لعبة، فهي تعكس شغفاً عميقاً وثقافة غنية تتداخل فيها التقاليد والمعتقدات الشعبية. ومن بين تلك المعتقدات التي أثارت جدلاً واسعاً على مر السنين هو ظاهرة السحر الأسود الذي يُزعم استخدامه في الملاعب.
السحر الأسود في كرة القدم
في القارة الأفريقية، يُنظر إلى السحر الأسود كجزء من التراث الثقافي، حيث يعتقد بعض اللاعبين والمدربين أن هذه القوى يمكن أن تؤثر على مجريات المباريات، سواء كان ذلك لحماية اللاعبين من الإصابات أو لتحقيق الفوز على الخصوم. تتردد قصص عديدة عن لاعبين تأثرت حياتهم المهنية أو الشخصية بشكل كبير نتيجة لسحر أسود، سواء من خصومهم أو حتى من زملائهم في الفريق.
قصص مأساوية عن السحر الأسود في كرة القدم
وفاة رشيدي يكيني
يعتبر رشيدي يكيني، اللاعب النيجيري الشهير، رمزاً للغموض الذي يحيط بالسحر الأسود في كرة القدم. بعد مسيرة حافلة بالإنجازات، توفي يكيني في ظروف غامضة، حيث ادعت عائلته أن حالته النفسية والجسدية تدهورت بسبب تعويذات سحرية وطقوس استهدفته بشكل خاص.
لوران بوكو وأزمة الاعتزال والسحر
لوران بوكو، الذي كان هداف بطولة أمم أفريقيا بين 1968 و1970 برصيد 14 هدفاً، واجه مصاعب جمة بعد أن طالت به الشائعات حول تعرضه للسحر بعد تألقه الملحوظ في البطولات الأفريقية. ويُعتقد أن هذه الممارسات السحرية أثرت بشكل كبير على أدائه، مما دفعه للاعتزال في وقت مبكر.
حالات غريبة للسحر على أرض الملعب
شهدت بعض المباريات الأفريقية مشاهد غريبة للغاية، حيث قام اللاعبون برش سوائل أو دفن أشياء غير عادية قبل بدء المباريات، اعتقادًا منهم بأنها ستجلب الحظ لفريقهم أو تمنع الخصم من التسجيل. في عام 1992، استعان وزير الرياضة الإيفواري بساحر يدعى جباس مودابو لدعم الفريق الوطني في الفوز بكأس الأمم الأفريقية، وهو ما تحقق بالفعل. لكن بعد ذلك، نشبت خلافات مالية بين الساحر ومسؤولي الاتحاد الإيفواري، مما أدى إلى توعد الساحر بفشل الفريق، وهو ما تحقق حتى عام 2015 عندما تمكن الفريق من الفوز بالبطولة.
من المواقف الغريبة الأخرى كانت مباراة منتخب مصر ضد النيجر في عام 2010، حيث شهدت المباراة حدوث طقوس غريبة من قبل رجلين غريبين يحملان عنزة سوداء، مما أثار ذهول الجميع وانتهت المباراة بخسارة الفراعنة بهدف دون رد.
وفي عام 1982، خلال مباراة الأهلي وأشانتي كوتوكو في نهائي كأس إفريقيا، استعان الفريق الغاني بساحر قام بنثر مسحوق على الملعب ودفن رأس خنزير في المرمى. واحدة من أكثر الحوادث شهرة كانت ذبح ثور أمام ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ خلال افتتاح كأس العالم 2010.
قبل كأس الأمم الأفريقية 2000، أصدرت الكاف تحذيرات للمنتخبات من استخدام "المرشدين الروحانيين"، وهو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى السحرة، مما يعكس المخاوف المتزايدة من تأثير السحر في نتائج المباريات.
المشردون الحلقة 8