بركات ميلاد النبي: نور ورحمة للعالمين
بركات ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم
كتب - علي شبل:
ألقى الدكتور علي جمعة، الذي شغل منصب مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الضوء على بعض البركات والمبشرات التي واكبت ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. حيث أشار إلى أن ميلاده كان مليئًا بالنور والرحمة التي انتشرت بين الناس في زمانه، ونتمنى أن تمتد هذه البركات إلى محبيه ومتبعيه في عصرنا الحالي، خاصة في ذكرى مولده الشريف الذي يعد بمثابة هدية من الله عز وجل للبشرية جمعاء.
بركة ميلاده على قومه
يقول الدكتور جمعة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "لقد تجلت بركة ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في العديد من الأحداث التي حدثت حوله". ومن أبرز هذه البركات كانت إعادة اكتشاف بئر زمزم، التي دفنت لسنوات عديدة قبل ميلاده. حيث عانت قبيلة قريش من مشقة جلب الماء إلى الحرم، خاصة خلال موسم الحج عندما كانت القبائل تتوافد لزيارة الكعبة.
معركة هير الحلقة 11
وكانت هذه المهمة تُعرف بالسقاية. وفي إحدى الليالي، رأى عبد المطلب، جد النبي، رؤية في الحلم تدله على مكان بئر زمزم، حيث كان مخبأً تحت منحر قريش. وهذا الربط بين إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله عليهما السلام مهم جدًا؛ إذ أن إسماعيل كان قد عانى من العطش في طفولته، بينما تفجرت عند قدميه مياه زمزم، مما جعل هذا الماء بداية لمشوار عظيم. وميلاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان بمثابة تجديد لهذه البركة على قومه.
بركة ميلاده على والديه
أما بالنسبة لبركته على والديه، فقد أكد الدكتور جمعة أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان له تأثير عظيم على أبويه، إسماعيل بن إبراهيم وعبد الله بن عبد المطلب. فكان الفداء الإلهي لإسماعيل بمعجزة عظيمة، حيث قال الله تعالى: "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ" (الصافات: 107). كما نجا عبد الله من الذبح عندما ألهم الله القبائل بفدائه بمائة ناقة، مما أتاح له الزواج من آمنة بنت وهب، وأنجبا محمدًا عليه الصلاة والسلام، ليكون ابن الذبيحين.
لكن القدر لم يمهل عبد الله طويلاً، إذ توفي بعد أن حملت آمنة، وترك خلفه هذه النسمة المباركة. ودفن في المدينة عند أخواله، وكأنها رسالة من القدر تفيد بأن مهمته قد انتهت، وأن الجنين الطاهر سيقوم الله عز وجل برعايته وتربيته، ليكون له دور عظيم في إخراج البشرية من الظلمات إلى النور.