التنمر وتأثيره على المراهقين
التنمر وتأثيره على المراهقين
أظهرت دراسات حديثة أن التعرض للتنمر في مرحلة المراهقة، وبالتحديد في الصف التاسع، يمكن أن يرفع من احتمالية إصابة الشبان بالاكتئاب. هذه الظاهرة قد تترك آثاراً سلبية على نظرتهم لمستقبلهم وتوقعاتهم الحياتية.
دراسة لتسليط الضوء على المشكلة
في محاولة لفهم التأثيرات طويلة الأمد للتنمر، قامت الباحثة هانا شاكتر من جامعة ولاية واين بتتبع 388 طالباً عند بداية المرحلة الثانوية. كانت الفكرة من وراء هذه الدراسة هي رصد مدى تأثير التنمر على التوقعات المستقبلية للمراهقين.
المنهجية
خلال فترة البحث التي استمرت ثلاث سنوات، طلبت شاكتر وفريقها من الطلاب ملء استبيانات كل عدة أشهر. النتائج كانت مثيرة للقلق، حيث أظهر المراهقون الذين تعرضوا للتنمر بشكل متكرر في الصف التاسع توقعات سلبية تجاه آفاقهم التعليمية والمهنية بحلول الصف الحادي عشر.
محمد الفاتح سلطان الفتوحات الحلقة 18
تأثير التنمر على التوقعات المستقبلية
المراهقون الذين عانوا من التنمر أبدوا ثقة أقل في قدرتهم على تحقيق النجاح الأكاديمي، كما كانوا أقل تفاؤلاً بشأن العثور على وظائف مرضية وكسب الأموال الكافية لدعم أنفسهم بعد المدرسة الثانوية.
النتائج الكمية
تشير البيانات إلى أن الطلاب الذين تعرضوا لمزيد من التنمر في الصف التاسع شهدوا انخفاضاً في توقعاتهم المستقبلية بنسبة تصل إلى 8%، مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا لمثل هذه السلوكيات. وهذا الانخفاض يظل ملحوظاً حتى بعد أخذ عوامل مثل العرق والجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي بعين الاعتبار.
العواقب على المدى البعيد
تشير الأبحاث السابقة إلى أن المراهقين الذين يمتلكون توقعات مستقبلية سلبية يكونون أقل عرضة للالتحاق بالجامعات أو الحصول على وظائف ذات مكانة عالية في مرحلة البلوغ. النتائج الجديدة تعزز الفكرة القائلة بأن التنمر في بداية المرحلة الثانوية قد يؤدي إلى دورة من اليأس والتشاؤم بشأن آفاق التعليم والمهنة في المستقبل.
من الواضح أن تأثير التنمر لا يقتصر فقط على اللحظة الحالية، بل يمتد ليؤثر على حياة المراهقين بشكل عام. لذا فإن التصدي لهذه الظاهرة يجب أن يكون أولوية في جميع المؤسسات التعليمية.