-

التغيرات في أنماط القيادة وتأثيرها على الإدراك

التغيرات في أنماط القيادة وتأثيرها على الإدراك
(اخر تعديل 2025-12-11 03:16:26 )
بواسطة

التغيرات في أنماط القيادة وتأثيرها على الإدراك

أفادت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس بأن التغيرات في أنماط القيادة لدى كبار السن قد تُعتبر من العلامات الأولية التي تشير إلى التدهور الإدراكي والخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر. يؤكد الباحثون أن متابعة سلوك القيادة يمكن أن تكشف عن التغيرات الدماغية قبل ظهور الأعراض الإدراكية بصورة واضحة.

مؤشرات التغير في سلوك القيادة

أظهرت الدراسة أن الأفراد الذين يعانون من مراحل مبكرة من التدهور الإدراكي يظهرون ثلاثة تحولات رئيسية في عادات القيادة، وهي:

1. تراجع في الاستخدام

يتمثل في انخفاض عدد الرحلات المقطوعة أو الكيلومترات التي يتم قطعها شهرياً.
سيوف العرب الحلقة 11

2. تجنب القيادة الليلية

ملاحظة انخفاض ملحوظ في القيادة خلال ساعات الليل.

3. تقليل التنوع الجغرافي

تجنب استخدام الطرق والمناطق الجديدة والاكتفاء بالمسارات المألوفة.

تظهر هذه التغيرات بشكل تدريجي، وغالباً ما تحدث قبل أن يلاحظ الأفراد أو عائلاتهم وجود أي مشكلات تتعلق بالذاكرة أو الإدراك.

دقة الكشف والمقاييس البحثية

اعتمد الباحثون في دراستهم على أجهزة تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المثبتة في السيارات، حيث تم مراقبة أنماط القيادة على مدى ثلاث سنوات. شملت الدراسة 56 شخصاً يعانون من تدهور إدراكي طفيف و242 شخصاً يتمتعون بقدرات معرفية طبيعية، بمتوسط عمر يصل إلى 75 عاماً.

بلغت دقة رصد التدهور الإدراكي باستخدام بيانات القيادة وحدها 82%. كما ارتفعت هذه النسبة إلى 87% عند دمج بيانات القيادة مع عوامل أخرى مثل العمر، والاختبارات المعرفية، والجينات المرتبطة بمرض الزهايمر. وبالمقارنة، لم تتجاوز دقة الاختبارات المعرفية التقليدية 76% فقط.

أهمية التدخل المبكر والخصوصية

أشار البروفيسور غانيش بابولال، مؤلف الدراسة، إلى أن "تتبع القيادة اليومية يمثل وسيلة منخفضة التكلفة وغير تدخلية لرصد القدرات الإدراكية، مما يمكن أن يساعد في تسهيل التدخل المبكر قبل وقوع الحوادث".

كما أكد الباحثون على أهمية تحديد السائقين الأكثر عرضة للخطر كأولوية للصحة العامة، حيث اقترحوا أن تحليل أنماط القيادة الواقعية يُعتبر أداة أكثر فعالية، شرط احترام الخصوصية وضمان الاستخدام الأخلاقي للبيانات المجمعة.

تدعم هذه النتائج دراسات سابقة أظهرت أن صعوبات الإدراك المكاني، ومشاكل استخدام أنظمة الملاحة، أو التباعد غير المناسب عن المركبات الأخرى، تُعتبر أيضاً من الإشارات المبكرة المحتملة للخرف.

أقرأ أيضًا:

استفد من المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع وكيفية التعامل معه.