كلوديا شينباوم أول رئيسة للمكسيك.. يهودية تدعم
كتب- محمد صفوت:
باتت مرشحة اليسار الحاكم في المكسيك، كلوديا شينباوم، أول امرأة تنتخب رئيسة للبلاد التي استقلت قبل أكثر من 200 عام عقب فوزها بالانتخابات الرئاسية.
وحققت شينباوم نحو 60% من الأصوات في أكبر انتخابات في تاريخ المكسيك، وهو ما يمثل إنجازا تاريخيا في بلد تسكنه أغلبية كاثوليكية، معروف بثقافته الذكورية العميقة.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن المكسيك انتخبت أول رئيس يهودي لها في بلد يضم أكبر عدد من الكاثوليك في العالم.
وتقول الصحيفة، إنه نادرًا ما تناقش شينباوم أصولها، وعندما تفعل ذلك، فإنها تميل إلى الابتعاد عن اليهودية بعكس كثيرين في الجالية اليهودية بالمكسيك، والتي يبلغ عددها 59 ألف في بلد يبلغ عدد سكانه 130 مليون نسمة، والذين يكثرون من التحدث عن جذورهم.
تشير الصحيفة إلى تصريحات سابقة لشينباوم، في عام 2020، عندما قالت: "بالطبع أعرف من أين أتيت، لكن والديّ كانا ملحدين، ولم أنتمي قط إلى الطائفة اليهودية. لقد نشأنا بعيدًا قليلاً عن ذلك".
كان والدا شينباوم يساريين ومنخرطين في العلوم، وقد نشأت في منزل علماني في مكسيكو سيتي في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي شهدت اضطرابات سياسية كبيرة في المكسيك.
وقالت تيسي شلوسر، مؤرخة ومديرة مركز التوثيق والأبحاث اليهودي المكسيكي، إن الطريقة التي تشربت بها هويتها المكسيكية، منذ صغرها، متجذرة في العلوم والاشتراكية والنشاط السياسي.
بالإضافة إلى ذلك، قالت شلوسر إن قصة هجرة شينباوم، باعتبارها سليلة اليهود الذين هاجروا إلى المكسيك في القرن العشرين، "لا تعطي أي رأس مال سياسي" في مجتمع سياسي غالبًا ما يلمح المرشحون فيه إلى جذورهم الأصلية أو السكان الأصليين.
تقول الصحيفة، إن والدها كان ابنًا لليهود الأشكيناز الذين هربوا من ليتوانيا في أوائل القرن العشرين، ووالدتها من اليهود السفارديم الذين فروا من بلغاريا قبل الهولوكوست.
وفي حين قللت شينباوم من أهمية علاقاتها باليهودية، فإن أصولها لم تمر دون أن يلاحظها أحد، مما يكشف عن تيارات كراهية الأجانب المستمرة تحت السطح في السياسة المكسيكية.
وبعد ظهورها العام الماضي كمنافسة رئاسية، واجهت شينباوم هجمات وسئلت عما إذا كانت ولدت في المكسيك أو حتى إذا كانت مكسيكية.
وسردت الصحيفة، وقائع من تعرضها لهجوم قبل وصولها إلى الرئاسة بسبب ديانتها الأصلية، التي دائمًا ما ترد عليها بأنها مكسيكية بنسبة 100%، و"ابنة فخورة لأبوين مكسيكيين".
تظهر صورة أكثر دقة لهوية شينباوم من بعض تصريحاتها في الماضي. وقالت أمام تجمع نظمته منظمة يهودية في مكسيكو سيتي في عام 2018: "لقد نشأت بدون دين، هكذا رباني والداي. لكن من الواضح أن الثقافة تسري في دمائكم".
وقالت لأرتورو كانو، الذي كتب سيرتها الذاتية، إنها احتفلت بيوم الغفران وغيره من الأعياد اليهودية مع أجدادها، لكنها "كانت ثقافية أكثر منها دينية".
ومثل غيرها من اليهود العلمانيين في المكسيك، قالت شينباوم أيضًا إنها لم تُجبر على الزواج في إطار العقيدة. وقالت شينباوم لصحيفة التايمز: "لم يكن الأمر كما لو كان عليك أن تتزوج يهوديًا، وهو ما حدث مع والدتي".
وكتبت شينباوم في إحدى الصحف المكسيكية، أن جدها لأبيها غادر أوروبا لأنه كان "يهوديًا وشيوعيًا"، وأن أجدادها لأمها هربوا من "الاضطهاد النازي".
وقالت في رسالة إلى رئيس تحرير صحيفة "لا جورنادا" عام 2009: "لقد تم إبادة العديد من أقاربي من ذلك الجيل في معسكرات الاعتقال"، وأدانت في رسالتها أيضًا "قتل المدنيين الفلسطينيين" أثناء القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، أدانت شينباوم الهجمات على المدنيين، ودعت إلى وقف إطلاق النار، مؤكدة أنها تدعم حل الدولتين.