النظافة في الإسلام: قيمتها وأحكامها
أهمية النظافة في الإسلام
تعتبر النظافة واحدة من القيم الجوهرية التي يوليها الإسلام اهتمامًا بالغًا، فهي ليست مجرد عادة أو نمط حياة، بل هي سنن فطرية تتعلق بكل جوانب وجود الإنسان. فالنظافة تبدأ من قمة رأس الإنسان وتصل إلى قدميه، مما يعكس أهمية العناية بالنفس في جميع الأحوال.
النظافة كعلامة على الطهارة
تتجاوز النظافة المظهر الخارجي لتصبح رمزًا للطهارة الداخلية. فكما أن النظافة تعكس جمال الشكل، فإنها تعكس أيضًا نقاء الروح، وهذا ما أكده الإسلام من خلال تشجيعه على اتباع سنن الفطرة، التي تشمل العناية بالنفس وتطهيرها.
حكم ترك سنن الفطرة
تساءل الكثيرون عن حكم ترك سنن الفطرة لأكثر من أربعين يومًا، وما إذا كان لذلك تأثير على صحة الطهارة وأداء العبادات. في هذا السياق، أشار مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف إلى آيات الله، حيث قال في وصف أهل مسجد قُبَاء: “لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ” [التوبة: 108].
التوقيت في سنن الفطرة
في فتوى سابقة، أوضحت لجنة الفتوى الرئيسية بالمجمع أنه يجب الالتزام بالتوقيت المحدد للقيام ببعض سنن الفطرة، وذلك تجنبًا لتراكم الأوساخ. فترك تقليم الأظفار، وحلق العانة، ونتف الإبط، وقص الشارب لأكثر من أربعين ليلة يعد أمرًا غير مستحب. كما ذكر أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع توقيتًا لهذه الأمور، حيث قال: “وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترك ذلك أكثر من أربعين يوما”، رواه أحمد ومسلم.
الأثر على العبادة
وقد أوضحت لجنة الفتوى أن هذا التوقيت يهدف إلى منع زيادة الأوساخ، ومن لا يقوم بهذه السنن فإنه يتعارض مع سنة من سنن الفطرة، مما يجعل ذلك غير مستحب له. ومع ذلك، فإن عدم الالتزام بتلك السنن لا يؤثر على صحة العبادة، ما دام الشخص قد أداها بكامل أركانها وشروطها.
في الختام، تبقى النظافة قيمة عظيمة في الإسلام، ويجب على المسلم أن يحرص على الالتزام بها في حياته اليومية، فهي تعكس شخصية الفرد وتساهم في تحسين المجتمع بأسره.
القضاء مدبلج 3 الحلقة 86