المخاوف تتزايد بشأن الأرمن في قرة باغ مع تشديد
يريفان - (أ ف ب)
يتصاعد القلق بشأن الأرمن في ناغورني قرة باغ الأحد، مع تشديد القوات الأذربيجانية قبضتها على المنطقة الانفصالية.
وفي حال صمد وقف إطلاق النار الجديد هناك، فقد يمثّل ذلك نهاية للصراع الجاري بين ارمينيا وأذربيجان حول هذا الإقليم.
وتواجهت الدولتان الواقعتان في منطقة القوقاز في جولات معارك متكررة أعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود.
وشهدت سنوات القتال في ناغورني قرة باغ انتهاكات من كلا الجانبين، وهناك مخاوف من حدوث أزمة لاجئين جديدة.
وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لرئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن "مخاوف كبيرة" بشأن الأرمن في الإقليم، وذلك في مكالمة هاتفية السبت، حسبما أفاد متحدث باسمه.
وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دعا وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان إلى تشكيل بعثة أممية لمراقبة معاملة الأرمن في المنطقة الجبلية.
غير أنّ وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف أعلن أمام الجمعية العامة أنّ "أذربيجان عازمة على إعادة دمج سكان منطقة قرة باغ الأرمن في أذربيجان كمواطنين متساوين".
وتوجه وفد من الكونجرس الأمريكي إلى أرمينيا لإظهار الدعم لباشينيان وتفقّد الحصار المفروض على المنطقة.
وقال السناتور غاري بيترز من ميشيغان للصحافيين على الحدود السبت، "بالتأكيد الناس خائفون للغاية ممّا يمكن أن يحدث هناك". وأضاف "أعتقد أنّ العالم بحاجة إلى معرفة ما يحدث بالضبط".
ترسانة معروضة
مع عبور أول قافلة مساعدات تابعة للصليب الأحمر إلى الجيب المتنازع عليه منذ أن شنّت أذربيجان هجومها الخاطف الأسبوع الماضي، قالت القوات الحكومية هناك إنّ "نزع سلاح" المتمرّدين بدأ.
من جهتها، أعلنت موسكو أنّ المقاتلين الانفصاليين الأرمن بدأوا الجمعة تسليم أسلحتهم بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الجمعة بوساطة روسية.
وعرضت القوات الأذربيجانية السبت جزءاً من ترسانة الانفصاليين التي استولت عليها، ومن ضمنها بنادق قنص ورشاشات كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وأربع دبابات.
وتسيطر قوات باكو الآن على منطقة شوشا، بينما حيث تبدو المدينة التي تحمل الاسم نفسه مهجورة.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس أنّ القوات نصبت مدافع هاون على مرتفعات مطلة على الطريق المؤدّي إلى ستيباناكيرت، عاصمة الإقليم القريبة.
كما أنهم يسيطرون إلى الجنوب الغربي على ممر لاتشين الذي كان يربط المنطقة الانفصالية بأرمينيا وقطعت باكو حركة المرور عليه طوال الأشهر التسعة الماضية، ما تسبب بنقص كبير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة.
وفي بلدة كورندزور الحدودية الأرمينية، تجمّع المدنيون عند آخر نقطة تفتيش قبل الأراضي الأذربيجانية، على أمل الحصول على أخبار عن أقاربهم.
وقال جاريك زاكاريان البالغ من العمر 28 عاماً "أنا هنا منذ ثلاثة أيام وليالٍ، أنام في سيارتي"، فيما كان نازحون أرمن يتأملون قرية في الجانب الآخر من الوادي بواسطة منظار جندي.
أخرج زاكاريان عائلته في ديسمبر، قبل ثلاثة أيام من حصار أذربيجان للمنطقة، لكنّه يقلق على أصدقائه وأقربائه الذي ما زالوا في الطرف الآخر من الحدود.
وقال زارا أماتوني المتحدث المحلي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة فرانس برس، إنّه تم إدخال 70 طنّاً مترياً من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية عبر ممر لاتشين.
قرويون "يشعلون النار بمنازلهم"
وفي مؤشر إلى العداء بين الجانبين، اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية السبت الأرمن في قرة باغ بإشعال النار في منازلهم في إحدى القرى لإبقائها بمنأى عن تقدم قوات باكو.
وكان بعض القرويين اشعلوا النار في منازلهم قبل الفرار في 2020، بعدما بدأت أذربيجان السيطرة على أجزاء من ناغورني قرة باغ في حرب استمرت ستة أسابيع.
وقالت روسيا إنّ جندياً أذربيجانياً "أصيب خلال تبادل لإطلاق النار"، مشيرة إلى أنها تحقّق في الحادث مع باكو ومسؤولين انفصاليين.
وأفاد قادة انفصاليون أنّهم يجرون محادثات مع باكو بوساطة روسية لتنظيم عملية الانسحاب وعودة المدنيين الذين شرّدهم القتال.
وأوضحوا أنهم يناقشون كيفية وصول المواطنين إلى ناغورني قرة باغ والخروج منها، علما أن الإقليم يضم أقلية أرمنية من 120 ألف شخص.