كوبا تحمي مادورو وسط الضغوط الأمريكية

في تقرير مثير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" تحت عنوان: "الحصار النفطي الأمريكي على فنزويلا يدفع كوبا نحو الانهيار"، تم الكشف عن الدور الحيوي الذي تلعبه الاستخبارات الكوبية في حماية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مما يفرض تحديات كبيرة على الحكومة الكوبية.

حماية مادورو: التحديات والأسباب

تولي كوبا أهمية قصوى لحماية مادورو، حيث تسعى للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية. وكما أشارت "وول ستريت جورنال"، فإن استيلاء الولايات المتحدة على سفن النفط قد يؤدي إلى نقص حاد في إمدادات النفط لكوبا، التي تعتمد بشكل كبير على فنزويلا، حليفتها التاريخية.

وذكرت الصحيفة أن القوات الكوبية لمكافحة التجسس تتخذ تدابير احترازية مشددة لحماية مادورو، حيث يتم توفير حراسة أمنية متواصلة له، مع منع أي شخص من استخدام الهواتف أو الأجهزة الإلكترونية حوله.

أثر الحصار على كوبا

تعاني كوبا من أزمة طاقة خانقة، حيث تكررت انقطاعات الكهرباء بشكل ملحوظ. في أقل من أسبوعين، استولت الولايات المتحدة على سفينتين نفط بالقرب من سواحل فنزويلا، واحدة منهما كانت تحمل أكثر من مليون برميل من النفط متجهة إلى كوبا. وفي هذا الصدد، أفادت تقارير بأن خفر السواحل الأمريكي يتعقب ناقلة ثالثة.

وفي حديثه لوكالة "رويترز"، أشار مسؤول أمريكي إلى أن هذه السفن تُعتبر جزءًا من عمليات التهرب غير القانونية من العقوبات المفروضة على فنزويلا.

الضغط الأمريكي على فنزويلا

تسعى كوبا للحفاظ على الحكومة الفنزويلية، حيث أوضح مصدران مطلعان أن الحملة الأمريكية ضد فنزويلا دفعت بعض العناصر داخل النظام الكوبي للتواصل مع الولايات المتحدة حول مستقبل المنطقة بعد رحيل مادورو.

وفي بيان أصدرته كوبا، اتهمت الولايات المتحدة بالسعي لإسقاط الحكومة الفنزويلية بالقوة، ووصفت الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة بأنه تهديد "مبالغ فيه وعدواني".
ليلى الحلقة 41

قال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريجيز إن الإطاحة بحكومة مادورو ستكون خطوة "بالغة الخطورة" و"غير مسؤولة"، مما يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

خلاصة

تستمر كوبا في دعم مادورو في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها، حيث تعكس هذه الأحداث التوترات المتزايدة بين القوى الكبرى في العالم، وتأثيرها المباشر على الدول الصغيرة التي تعتمد على التحالفات التاريخية.