التعامل مع البلاء في النفس والأهل والمال
أهمية التعاطف مع المصابين بالبلاء
في عالم مليء بالتحديات والصعوبات، يبرز دور التعاطف مع الآخرين في تخفيف آلامهم، خاصةً أولئك الذين يعانون من البلاء في أنفسهم أو عائلاتهم أو حتى في أموالهم. هذا ما أكده الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر.
فهم البلاء وكيفية التعامل معه
عندما سُئل الدكتور مرزوق عن الظاهرة السلبية التي تحدث في بعض الأرياف، حيث يقوم البعض بتعيير الآخرين بسبب معاناتهم، أكد على ضرورة معالجة هذه الظاهرة من خلال شقين أساسيين.
الأول: حرمة التعير
شدد مرزوق على أن تعيير الشخص للآخر بسبب بلاء أصابه يعد أمرًا محرمًا. يجب على المسلم أن يتجنب الشماتة في مصائب الآخرين، مستندًا إلى الآيات القرآنية التي تحذر من هذا السلوك، مثل قوله تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ، حيث يُشير الهمز واللمز إلى العيب في الآخرين سواء كان ذلك أمامهم أو من خلفهم.
أنا أم 2 الحلقة 171
الثاني: كيفية التعامل مع أهل البلاء
تطرق مرزوق إلى كيفية التعامل مع من أصيبوا بالبلاء، حيث يجب على المسلم أن يتحلى بالشفقة والعطف، ويقوم بمساعدتهم في تيسير أمورهم. هذه السلوكيات تُعتبر من أعظم الأعمال عند الله، كما يُظهر القرآن الكريم في قوله: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ... ، حيث يُظهر هذا النص أهمية مساعدة المحتاجين.
الدعاء كوسيلة للتعبير عن الشكر
أشار مرزوق إلى أهمية الدعاء عند رؤية أهل البلاء، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء. هذا الدعاء يُعتبر تعبيرًا عن الشكر للنعمة التي يتمتع بها الشخص.
فائدة الدعاء
تتعدد فوائد هذا الدعاء، حيث يُعتبر شكرًا للنعمة، ويجب أن يُقال في النفس دون أن يسمع المبتلى، وذلك لأهميته في تعزيز الإيجابية والدعاء بالرحمة.
ختامًا
إن التعاطف مع الآخرين، خاصةً في أوقات المحن، هو ما يُعبر عن إنسانيتنا ويُعزز روابط المجتمع. يجب علينا جميعًا أن نتذكر أهمية الشفقة والدعاء، وأن نسعى لمساعدة من هم في حاجة، لنكون عونًا لهم في أوقات البلاء.