ذكرى وفاة الشيخ محمود الديناري الأزهري
ذكرى وفاة الشيخ محمود الديناري الأزهري
في ديسمبر من عام 1936م، الذي صادف شهر رمضان المبارك سنة 1355هـ، فقدت الأمة الإسلامية أحد أعلامها البارزين، وهو الشيخ الجليل محمود بن إسماعيل الديناري الشافعي الأزهري. كان لرحيله أثرٌ عميقٌ في قلوب محبيه وطلاب العلم.
شراب التوت الحلقة 79
نشأة الشيخ وتعليمه
وُلِدَ الشيخ محمود الديناري في عام 1292هـ (1875م) في قرية قاي التابعة لمركز أهناسيا، بمحافظة بني سويف. نشأ في تلك القرية، حيث حفظ القرآن الكريم في أروقتها، مما ساعده على بناء قاعدة علمية متينة. انتقل لاحقًا إلى مدينة طنطا، حيث قضى سنة كاملة يُجوِّد حفظه ويُحسن قراءته. بعد ذلك، انضم إلى الأزهر الشريف، حيث استمر في طلب العلم حتى نال درجة العالَمية من الدرجة الأولى في عام 1904م.
مسيرته التعليمية والإدارية
بعد أن أصبح الشيخ محمود الديناري مدرّسًا في الأزهر، تم نقله إلى معهد الإسكندرية، حيث تولى منصب شيخ القسم الأول عام 1920م. لم يكن مجرد معلم، بل كان عضوًا فعالًا في مجلس إدارة الأزهر. وفي عام 1925م، عُيِّنَ شيخًا للقسم العالي، ثم اختير مُفتشًا للمعاهد الدينية في عام 1928م. في العام التالي، تولى مشيخة معهد أسيوط، وكان له دور بارز في تحسين العملية التعليمية، مما جعله محبوبًا بين الأساتذة والطلاب على حد سواء.
إسهاماته الخيرية والعلمية
انتقل الشيخ إلى معهد طنطا في عام 1931م، حيث اهتم بإنشاء جمعيات للمحافظة على القرآن الكريم. تحت قيادته، أصبحت هذه الجمعيات من أبرز الجمعيات في مصر من حيث النشاط والإنتاج، مما ساهم في نشر العلم والثقافة الإسلامية في المنطقة.
مكانته في الأزهر
في عام 1934م، تم تعيين الشيخ محمود الديناري كعضو في هيئة كبار العلماء بموجب الأمر الملكي رقم (35) الصادر عن الملك فؤاد الأول. وقد أُنعِم عليه بكسوة التشريف العلمي من الدرجة الأولى، مما يعكس مكانته العالية في المجتمع العلمي.
الأثر العميق لرحيله
كان الشيخ الديناري معروفًا بقوته في العلم ودقته في الإدارة، وكان له دور كبير في كل عمل أسند إليه. على الرغم من عدم وجود مؤلفات كثيرة له، إلا أنه كان قد قدم كتابًا بعنوان "رسالة في البلاغة" أثناء ترشحه لعضوية هيئة كبار العلماء.
توفي الشيخ محمود الديناري بعد رحلة عمرية دامت أكثر من ستين عامًا في خدمة العلم، حيث وافته المنية في فجر أحد أيام الجمعة في رمضان سنة 1355هـ (ديسمبر 1936م) بمدينة طنطا، ونُقل جثمانه إلى القاهرة ليدفن في قرافة المجاورين.
نسأل الله أن يرحم الشيخ محمود الديناري رحمة واسعة، وأن ينزله منازل الأبرار.
اقرأ أيضًا:
تابعونا لمزيد من المقالات حول أعلام الأمة وتاريخهم العظيم.