-

رغم العداء التاريخي.. "مكافحة الإرهاب" تقرب بين

رغم العداء التاريخي..
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

(دويتشه فيله)

أفادت تقارير بأن إيران وأفغانستان اتفقتا على توسيع التعاون الاستخباراتي بعد أن كشفت الهجمات الأخيرة في إيران عن قصور في أجهزتها الأمنية. فهل يكون الأمن نقطة الاتفاق بين طهران وطالبان رغم العداء التاريخي بينهما؟

قبل أيام، خرج وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل الخطيب ليشير إلى تعزيز التعاون بين بلاده وحكام أفغانستان الجدد بعد هجمات كشفت عن قصور في الأجهزة الأمنية الإيرانية، قائلا: "تتعاون إيران وطالبان بشكل جيد معا لمكافحة الإرهاب".

وكان المسؤول الإيراني قد زعم في مقطع فيديو نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم" القريبة من الحرس الثوري، في 15 سبتمبر الماضي، أن الدول الغربية عمدت إلى نقل "داعش" من سوريا وتركيا إلى شمال أفغانستان.

وقال الخطيب "لقد استقر (مسلحو داعش) في المناطق الجبلية التي لا تستطيع حكومة طالبان الوصول إليها. إنهم ينفذون هجمات ضد عناصر من طالبان. ونحن نعمل بشكل وثيق مع طالبان لمحاربتهم".

يأتي ذلك عقب تعرض مزر ديني هام في مدينة شيراز الإيرانية لهجومين في أقل من عام إذ في أغسطس الماضي حاول مسلح دخول ضريح شاه جراغ وفتح النار على الزوار ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أخرين.

وكان الضريح مسرحا لهجوم آخر في أكتوبر الماضي ما أسفر عن 13 شخصا وإصابة 30 آخرين فيما تبنى تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.

وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته عن هجمات سابقة استهدفت إيران خاصة التفجيرات المزدوجة القاتلة عام 2017 التي طالت البرلمان في البلاد وضريح آية الله الخميني.

حدود طويلة

بدوره، قال المحلل الأمني نزار أحمد شيرازي إن بواعث القلق الإيرانية لا تقتصر على "داعش"، مضيفا "تنشط جماعات إرهابية أخرى أيضا في أفغانستان حيث يمكن لهذه الجماعات أن تهدد دول الجوار الأفغاني بل والمنطقة بأسرها".

وأشار إلى أن "داعش والجماعات الإرهابية الأخرى يمكن أن تشكل خطرا على إيران".

وتبلغ الحدود البرية المشتركة بين إيران وأفغانستان قرابة 950 كيلومترا، لكنها حدود جبلية وعرة تمثل تحديا أمنيا.

يشار إلى أن طهران احتفظت بعلاقات جيدة مع طالبان قبل استيلائها على السلطة في كابول في أغسطس 2021 حيث كانت مناهضة التواجد الأمريكي نقطة التقاء مشتركة بين الحركة الأصولية وطهران.

بيد أنه منذ استيلاء طالبان على السلطة، وقعت توترات حدودية بين الجانبين.

ولم تعترف إيران رسميا بطالبان كحكومة لأفغانستان. ومع ذلك، تسعى طهران إلى إقامة علاقة براغماتية مع الحكام في كابول.

وفي سياق متصل، قال محمود نباويان، عضو في البرلمان الإيراني، للصحافيين في أواخر أغسطس الماضي بعد سفره إلى أفغانستان، إن إيران أحبطت هجمات "إرهابية كانت تستهدف مدينة مشهد المقدسة بمساعدة طالبان".

وتقع مشهد، ثان كبرى المدن الإيرانية، على بعد أقل من مئة كيلومتر من الحدود مع أفغانستان فيا أشار النائب إلى أن هناك تعاونا استخباراتيا كبيرا بين إيران وطالبان في مجال مكافحة الإرهاب.

قصور إيراني

وفي مقابلة مع DW، قال علي أفشاري، الخبير الإيراني المقيم في الولايات المتحدة، إن الهجمات المتكررة التي تعرضت لها مدينة شيراز الإيرانية تدل على عدم "كفاءة الجمهورية الإسلامية".

وأضاف أفشاري، الذي كان من العناصر الطلابية السابقة التي انخرطت في حملات إصلاحية في إيران في تسعينيات القرن الماضي، أن العمليات الإرهابية الأخيرة تظهر أن "المزاعم الدعائية للجمهورية الإسلامية حول قوة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية ليست سوى تباه أجوف".

وأشار إلى أن هذه الهجمات تظهر "مدى هشاشة الدرع الواقي للبلاد ضد الإرهاب"، مضيفا "منذ أكثر من عشر سنوات، تتدخل إيران في بلدان أخرى في المنطقة تحت مزاعم أنها تنفذ إجراءات وقائية لمنع الإرهاب من اختراق أراضي البلاد."

وحذر من خطورة الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة ضد إيران، قائلا "أعتقد أن داعش أو القاعدة لم تقررا بعد شن هجمات واسعة النطاق في إيران. وفي حالة ذلك، فإن كوارث كبيرة سوف تحل بإيران".