تفاصيل جسد النبي محمد: وصف فريد

مقدمة

كـتب- علي شبل:

واصل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، استعراض تفاصيل جمال نعمة الله ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قام بتسليط الضوء على كل جزء من جسمه الشريف، مُفصلاً في أوصافه بناءً على ما ورد في كتب السنة النبوية. وأكد على أهمية هذا الوصف لمساعدة الأجيال الحالية، الذين لم تُتاح لهم الفرصة لرؤية النبي، في تخيل صورته الشريفة، عسى الله أن يرزقنا رؤيته في الدنيا والآخرة.

وصف هيئة النبي صلى الله عليه وسلم

1. كف النبي

كان حجم كف النبي صلى الله عليه وآله وسلم متناسبًا مع حجم قدميه، كما كان متوافقًا مع طول ذراعيه وباقي أعضائه. وقد وصفه أصحابه بأنه كان عظيم الكفين ولينهما، حيث لم يكن هناك شيء ألين أو أنعم من كفيه. دائمًا ما كانت رائحة كفيه تشبه المسك، وكان حرارتهما تمنح شعورًا بالراحة. كما روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "ما مسست قط خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" (رواه البخاري ومسلم). ومن جهة أخرى، ذكر عون بن أبي جحيفة عن أبيه أنه عندما قام النبي صلى الله عليه وسلم في البطحاء، أخذ الناس بأيديهما ومرروها على وجوههم، فقال: "فوضعت يدي على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحًا من المسك" (رواه البخاري).

2. أصابع وراحة النبي

كانت راحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واسعة، وكانت أصابعه كأنها قضبان من الفضة، مما يدل على تناسقها مع حجم الكف وباقي الأعضاء. وقد ثبت ذلك في رواية حيث وُصف بأنه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحب الراحة، سائل الأطراف كأن أصابعه قضبان فضة" (رواه البيهقي في دلائل النبوة).

3. المسافة بين منكبي النبي

كانت المسافة بين منكبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعيدة، مما أضفى عرضًا على أعلى الظهر والصدر. وقد وُصف بأنه كان مربوعًا وعريضًا في أعلى ظهره، كما ورد في السنة (رواه البخاري ومسلم).

4. أذنا النبي

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تام الأذنين، حيث كانت استدارتهما مكتملة وليست جدعاء، ومتناسقة مع حجم رأسه الشريف وملامح وجهه المبارك. وقد تم توثيق هذا الوصف في السنة حيث روي أنه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تام الأذنين" (رواه ابن سعد في الطبقات).

خاتمة

تستمر رحلة اكتشاف صفات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في قلوب المؤمنين، حيث يُعتبر هذا الوصف دليلاً على عظمة شخصيته وسمو مقامه. نسأل الله أن يرزقنا رؤيته في الدنيا والآخرة.