النعاس نهاراً وزيادة خطر الخرف لدى النساء

العلاقة بين النعاس أثناء النهار والخرف

كشف مجموعة من الباحثين في جامعة كاليفورنيا عن وجود علاقة مثيرة للقلق بين النعاس أثناء النهار وزيادة خطر الإصابة بالخرف، حيث ارتفعت هذه المخاطر لدى النساء الأكبر سناً بمعدل مضاعف. هذه النتائج تثير تساؤلات حول أهمية النوم وتأثيراته على الصحة العقلية والذهنية.

أهمية النوم لصحة الجهاز العصبي

يعتبر النوم جزءاً أساسياً من الحياة الصحية، حيث يلعب دوراً حيوياً في صحة الجهاز العصبي وتجديد خلايا الدماغ. كما يساهم في تعزيز قدرة الدماغ على تخزين الذكريات والمعلومات الجديدة. لكن، يظهر أن الخرف يمكن أن يعيق هذه العمليات، مما يعني أن حتى الأشخاص الذين يحصلون على ثماني ساعات من النوم ليلاً قد لا يحصلون على الراحة المطلوبة. هذه المعلومات تم نشرها في تقرير من صحيفة ديلي ميل.

تساؤلات حول العلاقة بين النوم والخرف

على الرغم من النتائج التي توصل إليها الباحثون، إلا أنهم لم يستطيعوا تحديد ما إذا كان النوم السيء هو الذي يؤدي إلى الخرف عبر تعطيل العمليات الحيوية في الدماغ أثناء النوم، أم أن التدهور التدريجي في صحة الدماغ هو الذي يتسبب في سوء جودة النوم.

تصريحات الباحثين

في هذا السياق، صرحت الدكتورة "يوي لينغ"، عالمة الأوبئة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، والمتخصصة في دراسة العلاقة بين النوم وتدهور الجهاز العصبي لدى كبار السن: "لقد وجدت دراستنا أن مشاكل النوم قد تكون مرتبطة بالتقدم العمري المعرفي، وقد تمثل علامة مبكرة أو عامل خطر للإصابة بالخرف لدى النساء في الثمانينيات من العمر."

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون من جامعتي كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وسان دييغو بتحليل بيانات من دراسة أُجريت حول كسور هشاشة العظام (SOF)، والتي شملت نساء تتجاوز أعمارهن 65 عاماً من عدة مدن أمريكية، مثل بالتيمور ومينيابوليس وبيتسبرغ وبورتلاند، بين عامي 1986 و1988.
رامز إيلون مصر الحلقة 24

المشاركون في الدراسة

تابعت الدراسة 733 امرأة بمتوسط عمر 83 عاماً في البداية على مدى عقود. ولم تُظهر أي من المشاركات علامات ضعف إدراكي في بداية الدراسة، مما يزيد من أهمية النتائج التي توصلت إليها الدراسة.

طرق البحث

اعتمد الباحثون على أجهزة "أكتيغراف" التي تُلبس على المعصم، وهي أجهزة صغيرة تقيس الحركة باستخدام مستشعر وتسجل نشاط النوم والاستيقاظ بشكل مستمر. قامت النساء بارتداء هذه الأجهزة لمدة ثلاثة أيام في بداية ونهاية الدراسة، كما أُجريت اختبارات إدراكية بشكل دوري طوال فترة الدراسة.

نتائج الدراسة

أظهرت النتائج أن أكثر من ثلث النساء عانين من تراجع في جودة النوم الليلي، بينما أظهرت 21% زيادة في النعاس أثناء النهار. بشكل عام، عانت أكثر من نصف النساء من أنماط نوم سيئة على مدى خمس سنوات. وأصيب أكثر من 22% من النساء بضعف إدراكي خلال فترة المتابعة، بينما أصيبت 13% منهن بالخرف.

زيادة خطر الإصابة بالخرف

وجد الباحثون أن النساء اللواتي عانين من أنماط النوم السيئة كن أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمعدل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالنساء اللواتي يتمتعن بنوم مستقر. حتى بعد تعديل النتائج وفقاً للعمر والتعليم والعرق، ظل خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالنعاس أثناء النهار ضعف المعدل الطبيعي.

تغيرات النوم مع تقدم العمر

باستخدام بيانات "الأكتيغراف"، تمكن الباحثون من رصد كيفية تغير عادات النوم مع تقدم النساء في العمر. أظهرت المجموعات التي عانت من تراجع جودة النوم الليلي وزيادة النعاس، نوماً أكثر خلال النهار وضعفاً في الإيقاع اليومي وتدهوراً في جودة النوم مع مرور الوقت.