"ديمية السباع".. حكاية مدينة أنقذت مصر من مجاعة
الفيوم- حسين فتحى:
ما زالت العديد من الأماكن فى الفيوم مجهولة للكثيرين فى مصر والعالم من هذه المناطق مدينة "ديمية السباع" وهي واحدة من المناطق الأثرية والتى تقع على بعد 3 كيلومترات من شاطئ بحيرة قارون الشمالى وعلى مسافة 30 كيلومتر إلى الغرب من منطقة كوم أوشيم فى مدخل محافظة الفيوم.
وتضم أطلال مدينة بطلمية كانت تحمل اسم "سكنوبايوس" فى العصر اليونانى الرومانى وكانت مدينة يبدأ منها سير القوافل المتجهة إلى الجنوب وواحات الصحراء والإسكندرية.
أحمد عبد العال مدير عام آثار الفيوم الأسبق يقول: إن "ديمية السباع" تقع على بعد 3 كيلومترات شمال شاطئ بحيرة قارون الشمالى، وكانت تحمل اسم "سكنوبايوس" وتعود إلى العصر اليونانى الرومانى وكان يبدأ منها سير القوافل المتجهة إلى الجنوب وواحات الصحراء والإسكندرية وهى محاطة بالجدران الشاهقة الارتفاع من الطوب اللبن والتى لا تزال أطلالها موجودة حتى الآن.
وأضاف أنه كما يوجد بها آثار معبد صغير من الحجر، وتعتبر من أقدم مدن الصيادين التى كانت تعيش على الصيد فى بحيرة قارون، ويوجد بها طريق طوله 400 متر كان يؤدي إلى شاطئ البحيرة، وكان معبدا بالأحجار ومن على جانبيه الأسود، وكان ذلك سبب تسميتها بـ "ديمية السباع"، خاصة أن كلمة ديمية تعنى مدينة أو أرض، والسبع اسم من أسماء الأسد، وتم الكشف عن بعض هذه الأسود ، إضافة إلى أنفاق أسفل الطريق ومازالت هناك بعثة إيطالية تعمل بالمنطقة واكتشفت معبدا آخر أقدم من المعبد الذى كان ظاهرًا، كما سبق لعدة بعثات إنجليزية وأمريكية العمل فى المدينة.
ويردف "عبد العال" أن بحيرة قارون كانت فى العصر اليونانى- الرومانى مياهها عذبة، وتمتلئ بالأسماك والتماسيح، ومن هنا أصبح التمساح هو المعبود الرئيسي إقليم الفيوم "سوبك" وسميت بمدينة التمساح "كروكودايل بوليس" ومن المحتمل وجود سد قديم لحجز كميات من المياه فى وقت الفيضان لاستخدامها مرة أخرى فى أوقات الجفاف فى مدينة السباع.
ويؤكد مدير عام آثار الفيوم الأسبق، أن مدينة ديمية السباع كانت فى الأساس عبارة عن محطة أو استراحة لقوافل المسافرين إلى الإسكندرية والتى أسسها الإسكندر الأكبر لتكون عاصمة مصر فى العصر اليونانى وكانت الفيوم من المدن الهامة فى هذا العصر.
ويشير عبد العال إلى أن بعثة جامعة "سالينتو ليتشي" الإيطالية كشفت فى الجهة الغربية لمعبد الإله "سكنوبايوس" فى منطقة ديمية السباع تمثالين كاملين فى حالة جيدة على هيئة أسد رابض يعودان للعصر البطلمى، ويبلغ طول كل منهما 60 سم وعرضه 90 سم وارتفاعه 80 سم وتتميز ملامح الوجه بأنها تحاكي الطبيعة بشكل كبير ولكنهما يختلفان فيما بينهما من حيث الشكل والتفاصيل.
ويضيف سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم السابق، أن مدينة "ديمية السباع" أو جزيرة الإله التمساح مدينة من العصر اليونانى الرومانى بها آثار معبد صغير من الحجر المربع ولا تزال أطلال تلك المدينة وأسوارها وطرقاتها باقية حتى الآن، بما فى ذلك حائط من الطوب اللبن كان يحيط بالمدينة يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار وسمكه 5 أمتار.
"ديمية السباع" بشمال محمية قارون، والتى كانت تستخدم فى التبادل التجارى البرى والبحرى ونقل أحجار البازلت للمناطق الأثرية بجوار الأهرامات منذ أكثر من الفى عام، كما يؤكد العديد من علماء الجيولوجيا. وترجع تسمية "ديمية السباع" بهذا الاسم، خاصة أن لها طريقا طوليا مرصوفة بالأحجار تقف على جانبيه تماثيل السباع، كما قيل عنها إن سيدنا يوسف اختارها لبناء صوامع لحفظ القمح بين فترتى السبع السمان والسبع العجاف التي خلد القرآن الكريم ذكرها فى سورة يوسف.
ويضيف الشورة أن المدينة تقع على طريق القوافل القديم المؤدي إلى واحات الصحراء الغربية، وتحتوي على جدران ضخمة من الطوب اللبن يصل ارتفاع الواحد منها إلى 10 أمتار وبعمق 5 أمتار، وهى محاطة بسياج من الحجر الخام.
واوضح الشورة أن" ديميه السباع" مدينة أثرية مميزة بشكل كبير، فقد لعبت قديما دوراً محورياً فى تحسين الأحوال الاقتصادية واليوم صارت جزءا من محمية طبيعية تحوي تاريخا عريقا.