مصر خالية من فيروس سي.. تفاصيل الاحتفال باليوم
كتب- أحمد جمعة:
أعلن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، تقدم مصر بملف إلى منظمة الصحة العالمية للإعلان عن خلوها من فيروس سي.
جاء ذلك خلال كلمته باحتفالية اليوم العالمي للفيروسات الكبدية عبر تقنية الفيديو كونفرانس من العلمين، اليوم الثلاثاء.
وأشار إلى أن هذا الملف قيد المراجعة حاليا بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، وسيتم الاحتفال قريباً بهذا الإنجاز التاريخي بعد أن نجحت مصر في معركتها للقضاء على فيروس "سي" والتي توجت بمبادرة الرئيس للقضاء على فيروس "سي" والكشف عن الأمراض غير السارية (١٠٠ مليون صحة).
ولفت إلى أن رعاية مرضى الكبد حظيت أيضا بإطلاق برنامج الكشف المبكر عن سرطان الكبد برعاية شركة باير العالمية في سبتمبر ٢٠١٩، بهدف إجراء الكشف الدوري عن الفئات عالية الخطورة، عن طريق فحص الموجات الصوتية واختبار دلالات الأورام كل ٤ أشهر بالمجان في ٧٥ مركز فحص، تم ربطهم بـ٩٣ مركز متقدم لإجراء الفحوص المتقدمة، و٤٧ مركز متقدم لعلاج الأورام السرطانية مجهز بالمجان متعددة التخصصات.
وأوضح الوزير أن البرنامج نجح بالفعل منذ اطلاقه في ضم قرابة ١١٦ ألف مريض من الفئات المستهدفة حتى الآن.
ولفت إلى أن تضافر العمل بين الجهات الحكومية وغير الحكومية أصبح ضرورة ملحة لخدمة المرضى على أكمل وجه، ولوزارة الصحة والسكان تاريخ كبير في تطوير وتشجيع هذا التعاون مع كل المهتمين والعاملين بالمجال الطبي وبالصحة بشكل عام، ويتجلى ذلك التعاون في الحدث الذي نحن بصدده اليوم.
وأشار إلى العائد الاستثماري لمبادرة رئيس الجمهورية يقدر بـ 359%، بجانب المنفعة الصحية ووفر اقتصادي يقدر بـ 23 مليار جنيه.
وامتد النجاح للبرنامج، بتدشين برنامجاً عالمياً، للاكتشاف المبكر ورعاية مرضى سرطان الكبد من خلال شبكة مترابطة من مراكز الكشف المبكر، وشبكة أخرى من مراكز التشخيص والعلاج تقدم الخدمات لألاف المرضى المستهدفين، لتكرر مصر النموذج الاروع في اكتمال وتكامل الخدمات المقدمة، وفق الوزير.
واعتمدت الوزارة على قواعد بيانات مبادرة الكشف المبكر وعلاج فيروس سي وتحليلها لتدشين برامج الكشف المبكر ووضع المستهدفات الواضحة من المرضى لتشمل ليس فقط سرطان الكبد الأولى، بل وامتدت لتشمل سرطان الثدي، والقولون والبروستاتا والرئة وعنق الرحم، وذلك من خلال تعظيم دور العمل بوحدات الرعاية الأولية بجميع محافظات الجمهورية، لتوفير خدمات الفحص المبكر والكشف لملايين المصريين، وذلك في خطوة حاسمة هدفها الحد من عبء السرطان في مصر وتحقيق نتائج صحية أفضل للجميع.
وعلى صعيد مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الكبد، أوضح الدكتور محمد حسانى مساعد وزير الصحة والسكان لمشروعات مبادرات الصحة العامة، والمدير التنفيذي للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن نجاح تجربة مصر مع فيروس سى، تبعها نجاحات أخرى لرعاية مرضى الكبد، حيث تم تدشين برنامجين متوازيين أولهما برنامج الكشف المبكر عن سرطان الكبد الأولي، لاجراء الكشف الدوري على المرضى الأكثر عرضه للإصابة مثل المصابين بالتليف الكبدي ومرضى فيروس بي، ويتم ذلك من خلال فحص الموجات الصوتية واختبار دلالات الأورام كل أربعة اشهر بالمجان في ٧٥ مركز فحص، تم ربطه بـ ٩٣ مركز متقدم لإجراء الفحوص المتقدمة و ٤٧ مركز متقدم لعلاج الأورام السرطانية متعددة التخصصات، حيث نجح هذا البرنامج منذ اطلاقه في ضم قرابة ١١٦ الف مريض من الفئات المستهدفة حتى الان.
وأشار إلى تطوير برنامج علاج سرطان الكبد في مارس ٢٠٢٢، بإدخال العلاجات المتقدمة لسرطان الكبد والتي تعطى عن طريق الفم للحالات المتقدمة من أورام الكبد الأولية والذي تم اطلاقه في ٤٧ مركز علاج لسرطان الكبد تابعين لوزارة الصحة والسكان والهيئة العامة للتأمين الصحي، ونجح هذا البرنامج حتى الآن في صرف العلاج لما يقارب ٢١٠٠ مريض سرطان كبد أولي، حيث تم تدشين هذا البرنامج الناجح بالشراكة مع شركة باير العالمية، أعقب هذا النجاح ولأول مرة ادخال احدث خطوط العلاج العالمية باستخدام الأدوية المناعية لعلاج سرطان الكبد منذ مايو الماضي في ٦ مراكز لعلاج الأورام، لافتا بان تلك البرامج واكبها برنامج تدريبي وتأهيلي ضخم لتدريب العاملين في القطاع الصحي وبناء القدرات للأطباء والتمريض والفنيين ومدخلي البيانات
ومن جانبة قال الدكتور عادل عدوى وزير الصحة الأسبق، إن تاريخ مصر الطويل والمضيء يزخر بقصص نجاح في شتى المجالات، ويفخر أبنائها بالريادة في الماضي والحاضر في العلوم والفنون والآداب وغيرها من المجالات.
وأضاف في كلمته أن العالم شهد ريادة مصر في مجال العلاج منذ ابتكارات المصريين القدماء، وما زال يشهد تفوق المصريين خلال القرن الحادى والعشرين في نفس المجال، كما يشهد قوة عزيمتهم وارادتهم في التغلب على ما يواجهون من أخطار وما يهددهم من أوبئة.
وأوضح الدكتور أحمد السبكى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن اليوم العالمي للفيروسات الكبدية، فرصة لتعزيز الجهود الوطنية والدولية المبذولة لمكافحة التهاب الكبد، والتشجيع على العمل وعلى مشاركة الأفراد والشركاء والجمهور، وتسليط الضوء على ضرورة تعظيم الاستجابة العالمية، لافتا الى اختيار يوم 28 يوليو جاء لتوافقه مع ذكرى ميلاد العالم الدكتور باروك بولمبرغ الحائز على جائزة نوبل، الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف فيروس التهاب الكبد B واستحداث اختبار لتشخيصه ولقاح مضاد له.
وأشار الى ان مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي في مصر حققت نجاحات كبيرة بعد أن وضعت الدولة هدفا أسمى وهو أعلان مصر خالية من فيروس سي، وانطلقت فرق وزارة الصحة في ربوع مصر بتكليف رئاسي لفحص أكثر من 60 مليون مواطن، ليتحقق الحلم وتصبح مصر بشهادة من منظمة الصحة العالمية صاحبة تجربة رائدة في القضاء على فيروس سي عالميا.
ومن جانبه، أشار هيوجو هاغن رئيس شركة باير الألمانية في الشرق الأوسط، إلى أن شعار اليوم العالمى للفيروسات الكبدية للعام 2023، "نحن لا ننتظر التغيير.. نحن نكافح لتحقيق ذلك"، هو شعار يدعو للفخر لأن وزارة الصحة والسكان المصرية وبرعاية شركة باير العالمية التي اتشرف بتمثيلها اليوم، كان لهم السبق منذ عامين في تحقيق شعار اليوم، حيث تم إطلاق مبادرة الكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد تحت مظلة المبادرة الرئاسية ١٠٠ مليون صحة بإشراف وزارة الصحة والسكان وبمشاركة شركة باير الألمانية للأدوية بمصر
وأضاف: "أشعر بمزيد من الفخر تجاه ما شهدته مصر من تقدم ملحوظ على جميع الاصعدة، لا سيما في تدعيم الصحة، و خدمات الرعاية الصحية المقدمة من الدولة ، والتي تعد بحق امرا غير مسبوق على مر السنوات وذلك من خلال اطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي للمبادرات الرئاسية، فقد كان للدولة السبق بإطلاق مبادرة لعلاج المواطنين من فيروس سى والذى وصف بإنه وباء متوطن، ولم تقف جهود الدولة عند هذا الحد بل امتدت رعايتها للاكتشاف المبكر وعلاج المرضى الاكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد و الذين يمثلون 2-6٪ من بين جميع المصابين بالتليف الكبدي بسبب فيروس سى. واليوم نحن جميعا فخورون بإعلان معالى وزير الصحة والسكان النتائج الفعلية التي حققتها تلك المبادرة للمرضى المصابين، ما نحن بصدده اليوم على ارض الواقع ما هو الا تحقيق للهدف السامي المتمثل في تقديم رعاية صحية شاملة لمرضي سرطان الكبد".