-

تحول خلايا الفم إلى سرطانية: دراسة جديدة

تحول خلايا الفم إلى سرطانية: دراسة جديدة
(اخر تعديل 2025-02-06 07:16:23 )
بواسطة

دراسة جديدة تكشف عن تحول خلايا الفم إلى سرطانية

في إطار الجهود المستمرة لفهم الأمراض السرطانية، أجريت دراسة حديثة من قبل باحثين في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، حيث تم تسليط الضوء على كيفية تحول الخلايا السليمة في الفم إلى خلايا سرطانية خلال المراحل المتقدمة من المرض. هذه المعلومات القيمة جاءت عبر تقرير نشره موقع ميديكال إكسبريس البريطاني.

أهمية الدراسة في سياق ارتفاع معدلات السرطان

تأتي هذه الدراسة في وقت تعاني فيه المجتمعات من ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الفم، المعروف أيضاً بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة. هذا النوع من السرطان يؤثر بشكل رئيسي على الفم والحلق والأنف والجيوب الأنفية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30٪ من الحالات ترتبط بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

آلية التحول من خلايا سليمة إلى سرطانية

وجد الفريق البحثي أن تنشيط بروتين YAP، الذي يلعب دوراً مهماً في تعزيز نمو الخلايا الجذعية، يترافق مع ظهور جينات فيروس الورم الحليمي. هذه التفاعلات تؤدي إلى سلسلة من التغيرات الجزيئية والخلوية، مما يعيد برمجة الخلايا الجذعية الطبيعية إلى خلايا سرطانية. تم التوصل إلى هذه النتائج باستخدام نماذج الفئران وتقنيات حديثة تتيح تتبع التحولات الخلوية بدقة على مستوى الخلية الفردية.

التقنيات المستخدمة في الدراسة

تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تستخدم تقنيات متقدمة مثل تتبع الخلايا لمراقبة تطورها عبر الزمن، بالإضافة إلى التحليل المتعدد الأوميكس لدراسة الجوانب الجينية والبيولوجية المرتبطة بتحولات الخلايا. هذه الأساليب توفر صورة شاملة عن العمليات البيولوجية والمرضية التي تحدث.

تصريحات الباحثين حول النتائج

علق الدكتور ج. سيلفيو غوتكيند، المعد الرئيسي للدراسة وأستاذ علم الأدوية في الجامعة، قائلاً: "لقد ساعدتنا هذه الدراسة على فهم كيفية تحول الخلايا من حالتها الطبيعية إلى حالة سرطانية، مما يساعد في التعرف على المراحل المبكرة جداً لتطور الأورام، وليس فقط مراحلها النهائية".

النتائج المتعلقة بتطور السرطان

أظهرت النتائج أن تنشيط بروتين YAP مع جينات HPV يؤدي إلى تطور السرطان في غضون 10 أيام فقط. كما يستنتج الباحثون أن هذا التنشيط يتسبب في فقدان هوية الخلية الطبيعية، مما يزيد من قدرتها على الحركة والغزو، بالإضافة إلى تحفيز تكاثر الخلايا السرطانية بشكل غير منضبط.

البحث المستقبلي والعلاجات المحتملة

يسعى الباحثون الآن لدراسة آلية تطور سرطانات الفم غير المرتبطة بفيروس الورم الحليمي، والتي تعد أكثر شيوعاً بين المدخنين وكبار السن. كما يتم استكشاف مثبطات بروتين YAP كعلاجات محتملة، ومن بين العلاجات الواعدة الميتفورمين، وهو دواء شائع ورخيص يستخدم في علاج السكري. وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة Nature Communications.
المحتال مترجم الحلقة 9

تُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أفضل لسرطان الفم وفتح آفاق جديدة لعلاجات مستقبلية قد تساهم في إنقاذ حياة الكثيرين.