عائلة تحت الأنقاض: مأساة انهيار الإسكندرية
مأساة جديدة في الإسكندرية
تعيش مدينة الإسكندرية، المعروفة بجمالها وتاريخها العريق، أزمة حقيقية مع انهيار العقارات التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان. في صباح يوم الأربعاء، شهدت منطقة اليسرى في الورديان حادثة مؤلمة حيث انهار منزل قديم، مما أسفر عن مصرع ثلاثة أشقاء وإصابة خالتهم.
تفاصيل الحادث المأساوي
الأشقاء الذين فقدوا حياتهم هم "رمضان خليل إبراهيم محمد حليبي" البالغ من العمر 35 عامًا، وشقيقتيه "وفاء" (40 سنة) و"نعمة" (44 سنة). وقد أصيبت خالتهم "سعاد أحمد بسطاوي" (65 سنة) في الحادث. كانوا يعيشون جميعًا في المنزل رقم 6 بشارع جاد يوسف، وكان رمضان هو المعيل الوحيد لهم، حيث كان يعمل في شركة أدوية.
منزل آيل للسقوط
على مر السنوات، شهد المنزل تدهورًا كبيرًا، حيث بدأت الشقوق والتصدعات تظهر في جدرانه. وفي عام 2021، أصدر حي غرب الإسكندرية قرارًا عاجلًا بهدم المنزل بسبب كونه آيل للسقوط. لكن رمضان وعائلته كانوا قد وقعوا على تعهد بالإقامة في المنزل على مسؤوليتهم الخاصة، مبررين ذلك بعدم وجود مكان آخر يأويهم.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 29
الانهيار المفاجئ
في فجر اليوم، حدث الانهيار بشكل مفاجئ، حيث لم تتحمل جدران المنزل مزيدًا من الشقوق والتصدعات. انهار المنزل بينما كان السكان نائمين، مما ترك لهم فرصة ضئيلة للنجاة. لم يتبق من المنزل سوى "كنبة ودولاب وستارة" بعد الكارثة.
شهادة الجيران
تحدث بعض سكان المنطقة عن الحادث، حيث قال أحد الجيران: "كنا جالسين وسمعنا صوت انهيار، وركضنا لنرى ما حدث. وجدنا أن المنزل قد وقع على رمضان وأخواته وخالتهم." وأشار الجار إلى أن العائلة كانت على علم بخطورة المنزل ولكن لم يكن لديهم خيار آخر.
نداء للمسؤولين
عبر الجار عن قلقه أيضًا بشأن بيوتهم، حيث قال: "بيوتنا أيضًا آيلة للسقوط، وقد بلغنا الحي لكن لم نجد أي مساعدة. نحن وعيالنا في خطر." هذا يعكس الوضع المأساوي الذي تعيشه العديد من العائلات في الإسكندرية.
الاستجابة من السلطات
تلقى قسم شرطة مينا البصل بلاغًا عن انهيار العقار، وهرعت قوات الحماية المدنية إلى الموقع لإنقاذ الأشخاص المحاصرين. وقد تم استخراج جثث الضحايا الثلاث ونقلهم إلى المشرحة، فيما تم نقل المصابة إلى المستشفى لتلقي العلاج.
إجراءات الحي
واصل حي غرب الإسكندرية أعمال رفع الأنقاض ووضع حواجز حديدية حول المنطقة للحفاظ على سلامة المارة. وأكدت المهندسة نهى خليفة، رئيس حي غرب الإسكندرية، أن المنزل كان قد صدر له قرار هدم، ولكن السكان اختاروا الإقامة على مسؤوليتهم.
إنه لمن المحزن أن نرى مثل هذه المآسي تتكرر في مدينتنا، مما يستدعي ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأرواح والمنازل. فهل ستكون هذه الحادثة دافعًا للتغيير؟