وداع أطفال غزة: مآسٍ لا تُنسى
وداعًا لأطفال غزة المفقودين
في مقال مؤثر نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، تناولت الكاتبة نسرين مالك معاناة أطفال غزة في ظل الظروف المأساوية التي عاشوها، تحت عنوان "وداعًا لأطفال غزة المفقودين... لقد أحببناكم ونذكركم. أنتم لا تستحقون ما جرى لكم".
عودة إلى المنازل المدمرة
تبدأ الكاتبة بالحديث عن عودة سكان قطاع غزة إلى منازلهم، التي تحولت إلى أنقاض، ومواجهة الواقع المرير المتمثل في فقدان أحبائهم الذين لا زالوا يرقدون تحت الركام. وتصف الكاتبة هذه العودة بأنها بداية لفهم الخسائر الحقيقية التي تكبدها السكان، حيث تزامن ذلك مع شروع الفلسطينيين في الحداد بعد فترة طويلة من الحرمان من مواجهة ألم الفقد.
الأرقام تروي حكايات مروعة
تشير الكاتبة إلى أن الإحصائيات التي تظهر عدد القتلى، وخاصة من الأطفال، ليست مجرد أرقام، بل هي قصص مأساوية عاشها هؤلاء الأطفال. وقد أظهر تحليل الأمم المتحدة أن 44% من القتلى كانوا من الأطفال، معظمهم تتراوح أعمارهم بين خمس وتسع سنوات، وقد قضى 80% منهم في منازلهم. هذه الأرقام تبرز مدى الفظاعة التي تعرض لها هؤلاء الأبرياء.
معاناة الأطفال
تصف الكاتبة الطريقة البشعة التي توفي بها الأطفال، حيث قضى الكثير منهم في منازلهم، وسط القنابل والدمار. بعضهم انتُشل من تحت الأنقاض بعد أن غطاه الغبار، بينما عانى آخرون من آلام مبرحة نتيجة نقص الرعاية الطبية. هذه المشاهد المروعة تبرز مدى الألم والمعاناة التي عاشها الأطفال في تلك اللحظات.
قصص فردية من الألم
تتحدث الكاتبة عن بعض القصص الفردية المؤلمة، مثل قصة الطفلة هند رجب، التي قُتلت بين أقاربها بعد أن طلبت النجدة عبر الهاتف، لكنها لم تتمكن من النجاة. هذه اللحظات المأساوية لن تُنسى، حيث تمثل فقط جزءًا بسيطًا من معاناة آلاف الأطفال الذين فقدوا حياتهم.
الأيتام والمعاناة المستمرة
تذكر الكاتبة أن هناك حوالي أربعين ألف يتيم في غزة، بالإضافة إلى آلاف المعاقين ومئات الآلاف من النازحين. ومع تدمير البنية التحتية، يظل مستقبل هؤلاء الأطفال غامضًا، ويعاني الكثيرون من آثار نفسية مدمرة. كما تشير إلى أن أكثر من عشرين ألف طفل ما زالوا في عداد المفقودين، مما يزيد من ألم الفقد والغياب.
ضرورة التذكر والاعتراف
في ختام المقال، تدعو الكاتبة الجميع إلى التوقف لحظة لتذكر هؤلاء الأطفال، مهما كانت توجهاتهم السياسية. يجب أن ننظر إلى حياة هؤلاء الذين انتُزِعَت منهم الفرصة للعيش، ونتذكرهم بكل الحب والاحترام. وداعًا لأطفال غزة، لقد أحببناكم وسنذكركم دائمًا. أنتم لا تستحقون ما جرى لكم.
المشردون الحلقة 9