فتوى الجهر بالقراءة في صلاة المسبوق
فتوى الجهر بالقراءة في صلاة المسبوق
في عالم الدين والشريعة، تتعدد الأسئلة التي تشغل بال المسلمين، ومن بين تلك الأسئلة، هناك استفسار يتعلق بكيفية أداء الصلاة عندما يُدرك المأموم الإمام في منتصف الصلاة. وقد قام الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، بتقديم فتوى توضح الموقف من هذه المسألة الهامة.
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 343
السؤال المطروح
ورد سؤال من أحد الأشخاص جاء فيه: "لقد أدركت الإمام في الركعة الثالثة من صلاة العشاء، وعندما سلم الإمام، قمت لأصلي ما تبقى من صلاتي. فهل يجب عليّ الجهر بالقراءة وقراءة سورة بعد الفاتحة أم لا؟"
أهمية تكبيرة الإحرام
في رده، أكد الدكتور لاشين على أن اللحاق بتكبيرة الإحرام في صلاة الجماعة يعتبر من الأمور الأساسية التي يجب على المسلم الحرص عليها. فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يهتمون بشدة بإدراك تكبيرة الإحرام خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد رُوي عن بعض الصالحين أنهم كانوا يعزون أنفسهم لمدة ثلاثة أيام إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام، وسبعة أيام إذا فاتتهم صلاة الجماعة.
آراء العلماء حول المسألة
عندما نتحدث عن موقف أهل العلم من هذه القضية، نجد رأيين رئيسيين:
الرأي الأول: الجهر بالقراءة
يرى أصحاب هذا الرأي أن ما أدركه المأموم مع الإمام يُعتبر آخر صلاة الإمام. فعندما يسلم الإمام، يقوم المأموم لتدارك ما فاته من صلاته. وبما أن الركعتين اللتين سيقضيهن هما ركعتا جهر، فإنه يُستحب له الجهر بالقراءة وقراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة.
استند هذا الرأي إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فاقضوا".
الرأي الثاني: عدم الجهر بالقراءة
في المقابل، يعتبر أصحاب هذا الرأي أن ما أدركه المأموم مع الإمام يُعتبر أول صلاته. وعندما يخرج الإمام من الصلاة بالتسليم، يقوم المأموم لإتمام ما تبقى له من الصلاة. وفي هذه الحالة، يُفضل عدم الجهر بالقراءة ولا قراءة سورة بعد الفاتحة.
ويستند هذا الرأي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا".
الرأي الراجح
أوضح الدكتور لاشين أن الرأي الراجح هو مشروعية الجهر بالقراءة وقراءة سورة بعد الفاتحة، وذلك لأن الرواية الأولى "وما فاتكم فاقضوا" تعتبر أقوى وأرجح من حيث عدد الرواة مقارنة بالرواية الثانية.
خاتمة الفتوى
وفي ختام فتواه، أشار الدكتور لاشين إلى أهمية الفهم الصحيح لهذه المسألة، مؤكدًا أن المسبوق إذا جهر بالقراءة وقرأ سورة أو لم يفعل، فإن صلاته صحيحة. حيث أن الجهر في محله وقراءة السورة بعد الفاتحة من هيئات الصلاة، وفوات الهيئة لا يبطل الصلاة، والله أعلم.