فايزة أحمد.. سجلت "ست الحبايب" ٢١ مرة واتهمت
كتب-مصطفى حمزة
شهدت كواليس تقديم أشهر أغاني المطربة الراحلة فايزة أحمد، وفي مقدمتها أغاني "ست الحبايب" و"ياما القمر ع الباب" .
فايزة التي أطلق عليها لقب "كروان الشرق"، وتحل اليوم الخميس 21 سبتمبر، الذكرى 40 لرحيلها، إذ رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1983، بقدر ما نالت أغانيها من شهرة، حفلت كواليس تلك الأعمال، قبل وبعد تقديمها بمفارقات عديدة.
"ست الحبايب"
الأغنية التي طاردتها أقاويل كثيرة عن كتابة الشاعر حسين السيد كلماتها وهو يصعد سلم منزل والدته، من أجل تقديمها لها كهدية.
في مايو 1958، نشرت مجلة الكواكب كواليس تسجيل الأغنية، وأكدت أن الناشطة النسائية زينات الجداوي، التي تولت لجنة تنظيم احتفالية عيد الأم، هي من اقترحت على المسؤولين في الإذاعة إعداد أغنية خاصة بهذا العيد ضمن البرنامج الذي تعدّه لهذه المناسبة.
واتصلت زينات الجداوي، بالموسيقار محمد عبدالوهاب، وتحدثت معه عن الفكرة، وبدوره كلّف حسين السيد بوضع الكلمات، وعندما سمع مطلعها من المؤلف، دندن الموسيقار مطلعها وقال أن أصلح صوت يؤدي هذه الأغنية هو صوت فايزة أحمد.
وذكر المقال المنشور في المجلة، أن الفنانة فايزة أحمد ذهبت بعد ذلك إلى منزل محمد عبدالوهاب لتسمع اللحن، وقضت السهرة في بيته، واقترحت تعديل بعض الكلمات.
وفي منتصف الليل، انضم حسين السيد إليهما، وعدّل في الكلمات، “وعدّل عبد الوهاب اللحن أيضا، وفي صباح اليوم التالي ذهب الثلاثة إلى الإذاعة لتسجيل الأغنية.
"ست الحبايب" سُجلت حسب ما ورد في التقرير، 20 مرة في الإذاعة، ولكن عبدالوهاب لم يعجبه أي تسجيل منها، وأصر على أن يعاد التسجيل في “ستديو مصر”، وطلب فرقة موسيقية خاصة دفع أجرها من جيبه وفي يوم العيد، أذيعت “ست الحبايب”، وتلقّت الإذاعة عشرات الطلبات إعادة إذاعتها.
"ياما الدولار ع الباب"
في عام 1957 طالبت السلطات اللبنانية بمنع إذاعة الأغنية التي كتبها الشاعر مرسي جميل عزيز، وقدمتها المطربة الراحلة فايزة أحمد، وذلك بسبب انتشار نسخة منها بعد تحوير كلماتها للهجوم على وزراء في الحكومة وهم كاظم خليل، وجميل المكاوي، ووصل الأمر إلى حد صدور قرار باعتقال الشاعر الشعبي عمر الزغبي.
وكان السبب في إشعال الأزمة،، ما تردد عن قيام "الزغبي" بكتابة تعديل على كلمات الأغنية الأصلية، جاء كالتالي: "ياما الدولار ع الباب، شمعون بينادي ليه، مالك فتح له الباب، وسامي بيغني له، كاظم عمل له حجاب، وجميل بيرقي له".
مخلة بالأداب
الهجوم على الأغنية، التي قدمتها الفنانة فايزة أحمد، وصل في مصر إلى حد تقدم شيخ البرلمانيين سيد جلال في الخمسينيات باستجواب إلى وزير الإرشاد عنها، مطالبا بمنع عرضها لأنها خليعة وتهدف إلى "الميوعة والانحلال وتثير الشباب والشابات".
وفي الأردن وصفت الأغنية أنها "مخلة بالآداب"، إذ أصدرت وزارة الأنباء قرارا بمنع إذاعتها في برامج الإذاعة، إذ وصفت الكلمات بأنها "مخلة بالآداب"، وتتنافى مع الرسالة الخلقية التي درجت عليها الإذاعة الأردنية.
والمفارقة هنا أن لحن الأغنية نفسها، كان السبب في طلاق الملحن محمد الموجي من زوجته وقتها المطربة أحلام، إذ قام بوضع اللحن بالبداية من أجل أغنية لها، قبل أن تفاجأ أن فايزة أحمد، تقدم به "ياما القمر ع الباب"، وهو ما أثار غضب أحلام وطالبت بالطلاق .
الفنانة الراحلة فايزة أحمد، تزوجت 5 مرات، 2 من سوريا، و 3 من مصر، المرة الأولى في عمر الثالثة عشرة من الموسيقى السوري عمر النعامي، وأنجبت ابنتها فريال، والضابط السوري مختار العابد وأنجبت منه أكرم وأماني، ومن مصر عازف الكمان عبد الفتاح خيرى، وضابطا يدعى عادل عبد الرحمن، والملحن الكبير محمد سلطان، وكان زواجها منه أطول زيجة فى حياتها، وقضت معه 17 عاما، بعد قصة حب بينهما وانفصلت عنه عام 1981م، وأنجبت منه ولديها التوأم (طارق وعمرو)، ولكن عادت له بعد مرضها.
وأصيبت الفنانة الراحلة، بمرض سرطان الثدي وسافرت للعلاج إلى أمريكا، ثم عادت إلى مصر لتستأنف علاجها، وتدهورت صحتها ودخلت على أثرها العناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى، وتوفيت في 21 سبتمبر 1983م.