أعياد النور: احتفال المولد النبوي في المذاهب الأربعة
احتفالات المولد النبوي في المذاهب الأربعة
في سؤال مثير تم طرحه على دار الإفتاء المصرية، استفسر أحد السائلين عن ثلاثة من المذاهب الأربعة التي تحتفل بالمولد النبوي. كانت الإجابة من لجنة الفتوى واضحة ومفصلة، حيث استعرضت عدة آراء لبعض الفقهاء حول هذا الموضوع المهم.
رأي الحنفية: ابن عابدين
قال ابن عابدين، وهو أحد أبرز فقهاء الحنفية، إن الاحتفال بالمولد النبوي هو عيد يُعبر عن عوائد الإحسان التي أنعم الله بها على عباده، فالعيد هو وقت الفرح والسرور. أضاف بأن الاحتفال بالمولد يُعتبر نوعًا من السرور الذي ينبغي أن يُستقبل بتفاؤل وحب، إذ قال:
"عيدٌ وعيدٌ صِرْنَ مُجْتَمِعَهْ … وَجْهُ الْحَبِيبِ وَيَوْمُ الْعِيدِ وَالْجُمُعَهْ".
رأي المالكية: الشيخ خليل
أما الشيخ خليل المالكي، فقد أبدى رأيه بأن المولد النبوي يُعتبر عيدًا من أعياد المسلمين، مشيرًا إلى أن الفرح والسرور في هذا اليوم يُبرر القيام بأفعال مثل إيقاد الشموع والتزين بملابس جديدة. وأكد أن الحكم على هذه الأفعال بأنها بدعة أمر غير مستحب، حيث أن الاحتفال بمولد النبي يُعبر عن الفرح بظهور النور الذي أضاء الكون.
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 287
رأي الشافعية: ابن حجر الهيتمي
ابن حجر الهيتمي، أحد أعلام الشافعية، أشار إلى أن الاحتفال بالمولد يعكس شكر لله على نعمة بعثة النبي محمد. وقد لفت نظر السائل إلى أنه يمكن أن يُحتفل بالمولد في أي يوم من الشهر، ولكن من الأفضل أن يتم تحري اليوم بعينه، كما فعل النبي موسى في يوم عاشوراء.
رأي الحنابلة: الإمام برهان الدين
وفي إطار آخر، ألَّف الإمام برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الناجي الحنبلي كتابًا خصصه للاحتفال بالمولد، حيث أشار إلى ضرورة فهم هذه الاحتفالات بشكل جيد، مما يعكس أهمية هذا اليوم في حياة المسلمين.
بهذا الشكل، نجد أن المذاهب الأربعة تتفق على أهمية الاحتفال بالمولد النبوي، رغم الاختلاف في بعض التفاصيل. إن هذا الاحتفال ليس مجرد تقليد، بل هو تجسيد للفرح بإرسال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء برسالة الرحمة والمغفرة.