حرائق تهدد القدس وتستدعي الطوارئ

شهدت غابات على الطريق الرابط بين القدس وتل أبيب اندلاع حرائق هائلة، مما دفع السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات سريعة، حيث تم إخلاء مناطق عدة وإغلاق أحد الطرق السريعة الرئيسية. وفي ظل هذه الظروف الطارئة، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن ألسنة النيران قد تصل إلى مدينة القدس إذا لم يتم السيطرة عليها.

تدخلات عاجلة لمكافحة الحرائق

توجهت قوات من الجيش الإسرائيلي إلى المواقع المتضررة للمساعدة في إخماد النيران، التي خلفت إصابات عدة. في الوقت نفسه، طلبت الحكومة الإسرائيلية دعم دولي لمساعدتها في السيطرة على الوضع المتأزم.

وأظهرت لقطات مصورة سائقين يتركون مركباتهم على الطريق هربًا من النيران، في حين تصاعد الدخان الكثيف بشكل مخيف فوق قمم التلال المحيطة.

دفاع عن القدس

في رسالة مصورة، أكد نتنياهو على أن "الرياح الغربية قد تدفع الحريق بسهولة نحو ضواحي القدس، بل ووصوله إلى المدينة". وأوضح أن الأولوية القصوى الآن هي "الدفاع عن القدس"، واصفًا الوضع بأنه "حالة طوارئ وطنية".

وأضاف قائد جهاز الإطفاء، إيال كاسبي، في مؤتمر صحفي، أننا نواجه "أكبر حريق في إسرائيل منذ عقد من الزمن". وقد شارك حوالي 120 فريقًا في عمليات الإطفاء، حيث التهم الحريق حوالي 24 ألف دونم منذ اندلاعه ظهر الأربعاء.

تحذيرات من خطر الحرائق

حذرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من أن مئات المدنيين معرضون للخطر بسبب الحرائق، وقد عالجت 23 شخصًا على الأقل بإصابات طفيفة، مشيرة إلى أنها رفعت درجة التأهب إلى أقصى المستويات.
البراعم الحمراء مترجم الحلقة 46

وفي ظل هذه الأوضاع، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليمات بنشر قوات الجيش لمساعدة فرق الإطفاء، مؤكدًا على ضرورة حشد جميع الجهود لإنقاذ الأرواح والسيطرة على الحرائق.

تحقيقات حول أسباب الحرائق

توجه وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إلى المناطق المتأثرة، حيث أكد أن السلطات تعمل على توفير المزيد من الدعم والمساعدة للمناطق المتضررة وإجلاء المدنيين العالقين.

فيما أفادت التقارير بأن الحرائق اندلعت بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية التي ساهمت في تفشي النيران، مما استدعى إخلاء ما يقارب خمسة تجمعات سكانية.

وأشار بن غفير إلى أن هناك احتمال أن تكون الحرائق نتيجة عمل إجرامي، حيث اعتقلت الشرطة أحد سكان القدس الشرقية خلال محاولته إشعال النار في أحد الحقول. وعلى الرغم من ذلك، لم يتم تأكيد أي علاقة مباشرة بين الحادثتين.

تضامن دولي لمواجهة الكارثة

أعلنت بلدية القدس عن إلغاء جميع الفعاليات المقررة في المدينة بمناسبة يوم الاستقلال الوطني، حيث لم تتمكن خدمات الإنقاذ من المشاركة في تأمين الأحداث، مما أشار إلى إمكانية إلغاء العديد من الاحتفالات.

من جهة أخرى، بدأت طائرات إطفاء من عدة دول، بما في ذلك إسبانيا وفرنسا، بالوصول إلى إسرائيل للمشاركة في جهود مكافحة الحرائق، حيث أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن تضامن بلاده مع إسرائيل وأكد استعداد باريس لتقديم الدعم اللازم.

وفي الأسبوع الماضي، بعد أن اقتربت الحرائق من القدس، صرح نتنياهو أنه يدرس طلب تعزيزات دولية، إلا أن الحرائق قد تمت السيطرة عليها آنذاك. ومع ذلك، تظل المخاوف قائمة في ظل الظروف الحالية.