خطبة الجمعة: إعداد القوة لمواجهة التحديات
خطبة الجمعة: إعداد القوة لمواجهة التحديات
حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة ليوم غد، الأول من نوفمبر 2024م، بعنوان "وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ". تأتي هذه الخطبة في إطار جهود الوزارة لنشر الوعي وتعزيز فهم المجتمع لأهمية التحلي بالقوة في مختلف جوانب الحياة.
أهداف الخطبة
تسعى وزارة الأوقاف من خلال هذه الخطبة إلى توعية جمهور المسجد بأهمية الأخذ بجميع الأسباب التي تعزز القوة البشرية والاقتصادية والعلمية والأخلاقية في مواجهة التحديات المعاصرة. فالخطبة تهدف إلى تحفيز الأذهان وتنشيط الهمم نحو تحقيق التقدم والتطور.
نص الخطبة
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا تَقُولُ، وَلَكَ الحَمْدُ خَيْرًا مِمَّا نَقُولُ، سُبْحَانَكَ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ. أَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإنَّ الحَضَارَةَ بِنَاءٌ مُتَكَامِلٌ أَسَاسُهُ القُوَّةُ البَشَرِيَّةُ وَالاقْتِصَادِيَّةُ والعِلْمِيَّةُ وَالأَخْلَاقِيَّةُ. إنَّ القَوْلَ القرآني {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} يُشير إلى اتساع مفهوم القوة، ويعكس تعدد الأسباب التي يجب أن نأخذ بها لمواجهة التحديات.
أهمية القوة في المجتمع
أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ استنفار الهمم وتعزيز القدرات العقلية والإبداعية هو ما يمكننا من تجاوز الأزمات. فبتحفيز المجتمعات على الابتكار والعمل، يمكن أن ننهض بمؤسساتنا ونحمي أوطاننا.
كما أنَّ القرآن الكريم يرسخ أهمية القوة العقلية والمعرفية، حيث يقول تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ}، مما يدل على أهمية الجهد والإقبال على المعرفة.
رحلة العمر الحلقة 17
القوة الأخلاقية
ومن صور القوة التي يجب أن نعدها هي القوة الأخلاقية، فقد كانت أخلاق المسلمين دائمًا سببًا في دخول العديد من الشعوب في دين الله. وهذا يتجلى في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، حيث يعكس أهمية التعارف والتفاهم بين الحضارات.
خاتمة الخطبة
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). إنَّ القوة الحقيقية هي التي تنبع من العلم والمعرفة والعمل الجاد. فلنستعد جميعًا لنعمل على بناء مجتمع قوي يواجه التحديات ويحقق التنمية والازدهار.
اللَّهُمَّ زِدْنَا قُوَّةً عَلَى قُوَّةٍ وَبَصِيرَةً عَلَى بَصِيرَةٍ، وَاجعل بلادنا آمنة ومزدهرة.