من فيصل هنا السودان.. مائدة سودانية تجمع شتات
كتبت- سلمى سمير:
في محاولة لجمع الشتات، شهدت منطقة فيصل بالجيزة إفطارًا جماعيًا بطول الشارع على الطريقة السودانية، مع اتفاق أبناء الجالية السودانية في المنطقة على إقامة إفطار جماعي في الشارع كما اعتادوا في السودان لسنوات طويلة.
افترش الشارع من أوله لآخره بالمائدة التي جمعت أهالي مدينة بورتسودان التابعة لولاية البحر الأحمر، بعد تشتت شملهم عقب اندلاع الحرب في السودان قبل عام والتي "لم تمنع رغبتهم في التجمع مرة أخرى على مائدة واحدة"، حسب حديث عبد الرحيم إدريس منظم المائدة لـ "مصراوي".
يحكي عبدالرحيم كيف بدأ هو وأبناء عمومته تجميع شتاتهم عقب قدومهم إلى مصر على فترات زمنية مختلفة عن طريق التواصل مع بعضهم البعض ومعرفة ظروف كل منهم. واهتدوا بعدها إلى إحياء طريقة إفطارهم الجماعي في السودان في منطقة فيصل المعروفة بتجمع عدد كبير من أبناء الجالية السودانية فيها.
بدأ أبناء بورتسودان بإبلاغ بعضهم البعض عن موعد ومكان الإفطار والمشاركة بمبالغ مالية بسيطة حتى يستطيع عبدالرحيم إعداد الطعام في مطعمه بمنطقة فيصل وشراء مستلزمات الإفطار وبسط المقاعد والطاولات بطول الشارع.
لم يقتصر الإفطار على أبناء السودان فقط بل شاركهم فيه جيران مصريون. واتشحت المائدة بالطابع السوداني وافترشت بالكسرة والعصيدة والقُراصة، التي راح يجربها من لم يسبق له تناول الأكل السوداني في تجربة يقول إدريس إنها نالت إعجاب الجيران المصريين.
رغم أن التجربة المقامة منذ 3 سنوات أصبحت عادة أحياء منطقة فيصل، إلا أنها تمكنت من إدخال السرور على قلوب البعض بمصادفتها إجازة الحاج محمد صالح الذي يأتي لمصر كل سنة للقاء أبنائه وقضاء بعض الوقت معهم مع تفرقهم قبل 4 سنوات بمجيئهم إلى مصر وبقائه هو في السودان لرعاية عمله "أعود للسودان حتى أتمكن من إعالة عائلتي وتأمين متطلباتهم" يحكي الحاج صالح لـ "مصراوي" والذي لم يستطع العثور على عمل ملائم داخل مصر يلبي متطلبات أسرته.
شعر إدريس بالسعادة عقب إطراء أهالي المنطقة على الإفطار الجماعي، بعد ما كان يخشي أن يتضايق البعض لإغلاقهم الشارع وقت الإفطار، إلا أنهم أخبروه برغبتهم في المشاركة بشكل أوسع في الإفطار رمضان القادم حتى لا يقتصر على السودان فقط.