من «انسحاب غزة» إلى «طوفان الأقصى».. 18 عاما من
في الـ15 من أغسطس عام 2005، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، من قطاع غزة، بعد 38 عاما من احتلال القطاع، فأخلى المستوطنات هناك، التي كانت تمثل 35% من القطاع الذي لا يتجاوز 360 كيلو مترا مربعا، في حدث غير مسبوق، لم يحدث منذ 1948، وكانت جملة المستوطنات التي تم إخلائها آنذاك 21 مستوطنة.
منذ ذلك التاريخ في عام 2005، وحتى اليوم، دارت عدة معارك واقتحامات، وانتصارات وهزائم، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، من بينها أمور سياسية وأخرى عسكرية، كانت بدايتها مع يناير 2006، حين فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأغلبية المقاعد في الانتخابات التشريعية آنذاك، لتقرر إسرائيل وأمريكا قطع المساعدات عن الفلسطينين، على خلفية رفض حماس الاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف.
في العام نفسه وفي شهر يونيو، أقدم مسلحون تابعون لحماس على أسر مجند إسرائيلي في هجوم عبر الحدود، لتوجه قوات الاحتلال ضربات جوية وتتوغل داخل القطاع، وأطلق سرح المجند الإسرائيلي جلعاد شليط بعد 5 أعوام في عملية تبادل للأسرى. وفي يونيو عام 2007، سيطرت حماس على غزة بعد حرب أهلية أطاحت فيها بقوات تتبع حركة فتح.
وفي نهاية 2008، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوما عسكريا على غزة، لمدة 22 يوما، بعدما أطلقت صواريخ على بلدة سديروت، وهو هجوم استشهد فيه نحو 1400 فلسطيني ومقتل 13 إسرائيليا، قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار. بعد ذلك التاريخ بأربعة أعوام وفي نوفمبر 2012 قتلت إسرائيل القائد العسكري لحماس، أحمد الجعبري، لتطلق الفصائل الفلسطينية صواريخ على أراضي الاحتلال، فيما شنت الأخيرة ضربات جوية استمرت لثمانية أيام.
وفي عام 2014، خطفت حماس وقتلت ثلاثة إسرائيلين، فاشتعلت حرب استمرت ثلاثة أسابيع، جمع شهري يوليو وأغسطس، وأدت إلى استشهاد 2100 فلسطيني، ومقتل 73 إسرائيليا. كان ذلك قبل أن تنطلق احتجاجات فلسطينية على حدود غزة، مع إسرائيل، وأطلقت قوات الاحتلال النار لإبعاد المحتجين، في مارس 2018، وقتل على إثرها 170 فلسطينيا خلال شهور من الاحتجاجات.
في مايو 2021، كانت هناك توترات في القدس، خلال شهر رمضان، وأصيب فلسطينيون خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في حرم المسجد الأقصى، لتطلق حماس صواريخ على الأراضي المحتلة، فيما ردت إسرائيل بضربات جوية على غزة، وعلى مدار 11 يوما، استشهد فيها 250 شخصا من غزة، وقتل فيها 13 إسرائيليا.
في العام التالي، وفي شهر أغسطس، 2022، استشهد 44 شخصا، بينهم 15 طفلا، في أعمال عنف استمرت ثلاثة أيام حين استهدفت إسرائيل بضربات جوية، قياديا في حركة الجهاد الإسلامي. لتطلق حركة الجهاد أكثر من ألف صاروخ تجاه إسرائيل، منعها نظام القبة الحديدية من إحداث ضرر جسيم.
وفي مطلع العام الجاري، يناير 2023، أطلق الجهاد الإسلامي صاروخين تجاه إسرائيل، بعد مداهمة القوات الإسرائيلية، مخيم جنين، واستشهد بضعة أبراد، وردت إسرائيل بشن غارات جوية على غزة.
وخلال الساعات الأولى من صباح اليوم، 7 أكتوبر 2023، نفذت حركة حماس أكبر هجوم لها على إسرائيل، بوابل من الصواريخ، وبعبور للسياج الحدودي، ودخول مستوظنات، فيما انضمت حرجة الجهاد لحماس في تلك العمليات، التي أدت حتى الآن، إلى مقتل ما يزيد عن 100 إسرائيلي وألف مصاب، فيما استشهد نحو 200 فلسطيني، حتى الآن وفق الأرقام الرسمية المعلنة. وأطلق عليها عملية «طوفان الأقصى».