-

الأطعمة المجمدة: بين الفوائد والتصورات السلبية

الأطعمة المجمدة: بين الفوائد والتصورات السلبية
(اخر تعديل 2025-05-03 00:16:28 )
بواسطة

الأطعمة المجمدة: بين الفوائد والتصورات السلبية

في الوقت الذي يتم فيه الترويج للأطعمة المجمدة كخيار موفّر وصديق للبيئة، تكشف دراسة حديثة عن وجود حواجز نفسية وصحية تدفع الكثير من المستهلكين إلى تفضيل المنتجات الطازجة. رغم الفوائد العديدة التي تقدمها الأطعمة المجمدة، لا تزال النظرة السلبية تهيمن على آراء كثير من الناس تجاهها.

مزايا الأطعمة المجمدة

تقدم الأطعمة المجمدة مزايا متعددة، تشمل تقليل الهدر الغذائي وخفض الانبعاثات الكربونية. كما أنها توفر وجبات مغذية بتكلفة منخفضة، مما يجعلها خيارًا جذابًا للعديد من المستهلكين. لكن، وعلى الرغم من هذه الفوائد، لا تزال التصورات السلبية تسيطر على الكثيرين، وفقًا لتقرير نشرته "مديكال إكسبريس".

تصورات صحية تؤثر على القرار الشرائي

الدراسة التي أجراها فريق بحثي من جامعة بورتسموث تحت إشراف الدكتور محمد وقاص، أوضحت أن العديد من المستهلكين يتجنبون المنتجات المجمدة بسبب اعتقادهم بأنها أقل جودة من الأطعمة الطازجة. هذه الشكوك المتعلقة بالنضارة والقيمة الغذائية تؤدي إلى مخاوف صحية عامة تؤثر بشكل كبير على سلوك الشراء.
بهار مترجم الحلقة 45

آراء المستهلكين

صرّح الدكتور وقاص: "رغم الأدلة التي تثبت أن الأطعمة المجمدة يمكن أن تضاهي الطازجة من حيث الفوائد الغذائية، إلا أن الاعتقاد السائد لدى الكثيرين لا يعكس ذلك".

انتشار الشائعات يزيد من الفجوة

أشار الباحث إلى أن هذه التصورات السلبية لا تؤثر فقط على قرارات الشراء، بل تسهم أيضًا في تعزيز الشائعات التي تقلل من مكانة هذا النوع من الأغذية في السوق. وقد اعتمد فريق البحث على منهج مزدوج، حيث شمل مقابلات نوعية أولية لتحديد أبرز المخاوف، تلتها مرحلة ثانية لقياس مدى انتشار هذه التصورات في عينة واسعة من المستهلكين.

تأثير المعلومات الموثوقة

اكتشفت الدراسة أن توفير معلومات دقيقة وموثوقة عن فوائد الأطعمة المجمدة يمكن أن يسهم بشكل كبير في تغيير هذه الانطباعات. ويزداد هذا التأثير عندما تُعرض هذه المنتجات كخيارات ميسورة التكلفة ضمن نمط حياة صحي.

الفجوة في الثقة.. خاصة بين الشباب

أظهرت الدراسة أن 43% من المستهلكين فقط يعتقدون أن المنتجات الغذائية التجارية صحية، كما أن نسبة الثقة بمنتجي الأغذية تقل عن النصف. ومن المثير للاهتمام أن الفئة العمرية بين 16 و24 عامًا هي الأكثر رفضًا للأطعمة المجمدة، حيث أشار استطلاع أُجري عام 2023 في المملكة المتحدة إلى أن 48% من الشباب يفضلون الأغذية الطازجة على المجمدة.

معتقدات متجذرة تحول دون التغيير

تعتمد الدراسة على نظرية "مقاومة الابتكار"، حيث تؤكد أن رفض الأطعمة المجمدة لا يتعلق فقط بالعادة أو سهولة الاستخدام، بل يرتبط بشكل كبير بالتصور السائد عن "الطعام الجيد" مقابل "الطعام المعالج". هذه الفجوة بين الواقع والتصور الذهني تخلق مقاومة يصعب تجاوزها إلا من خلال الحملات التوعوية الفعالة التي تعزز الثقة وتصحح المفاهيم المغلوطة.