-

رحلة هيثم: من أحلام الطفولة إلى النجومية

رحلة هيثم: من أحلام الطفولة إلى النجومية
(اخر تعديل 2025-09-20 07:16:25 )
بواسطة

تحقيق الأحلام قد يبدو مهمة صعبة، بل قد يشعر البعض أنه من المستحيل الوصول إليها، لتبقى تلك الأحلام مجرد خيالات. لكن السعي نحو تحقيقها، وبذل الجهد الجاد، يمكن أن يمنح الإنسان شعورًا بالراحة النفسية ويبعده عن تأنيب الضمير.

تعتبر النجومية في عالم كرة القدم حلمًا يراود العديد من الأطفال في مختلف أنحاء العالم. فهؤلاء الأطفال يكبرون وهم يشاهدون لاعبي كرة القدم يتلقون الاحترام، ويتمتعون بالثراء والشهرة، ويستعرضون لحظاتهم السعيدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يعزز في نفوسهم الرغبة في تحقيق هذا الحلم.

الرحلة من الصعيد إلى طنطا

من بين هؤلاء الأطفال، نجد هيثم فواز، الذي وُلد في مركز الغنايم بمحافظة أسيوط عام 2003. يُعد هيثم مثالًا حيًا على السعي نحو حلم النجومية، حيث يروي لنا قصته والعقبات التي واجهها في طريقه، خاصةً وأنه ينتمي لعائلة تتكون من تسعة أشقاء.

بدأ هيثم مسيرته مع كرة القدم في الشوارع المصرية، وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره، انتقل إلى طنطا بحثًا عن فرصة عمل لمساعدة والده في تحمل أعباء الحياة وتكاليف أسرته الكبيرة.

عرض يتحول إلى حلم

أثناء عمله في بيع الذرة، تلقى هيثم عرضًا للانضمام إلى أكاديمية لكرة القدم في طنطا، ولم يتردد في اغتنام الفرصة. سرعان ما انضم إلى نادي الدلتا، حيث قضى عامين في صفوف فريق الناشئين.

بعد تألقه مع الفريق، حصل على عرض رسمي من نادي قحافة، واستقر معهم حيث قضى سنتين مع الناشئين وثلاث سنوات مع الفريق الأول حتى الآن.

صعاب يومية

على الرغم من إنجازاته، يواجه هيثم تحديات يومية في سبيل تحقيق حلمه. فهو مضطر للعمل في مهنة أخرى لتأمين لقمة عيشه ومساعدة أسرته. يبدأ يومه في الساعة الثانية عشر ظهرًا، حيث يذهب لشراء الذرة وتحضيرها قبل التوجه للتدريبات التي تبدأ في السادسة مساءً.
غرفة لشخصين الحلقة 9

بعد انتهاء التدريب، يعود هيثم إلى عربة الذرة لشواء وبيع بعض منها، ليعود إلى منزله في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بعد قضاء وقت قصير مع أصدقائه.

تحمل مصاريف 9 أفراد

يتحمل هيثم المسؤولية في ظل وجود تسعة أشقاء (خمسة أولاد وخمس بنات)، حيث يعمل لمدة 11 شهرًا في طنطا ويأخذ شهرًا واحدًا راحة في الصعيد. وهو الترتيب السابع بين إخوته، مما يضع عليه عبءًا إضافيًا.

لكي يتدرب بفاعلية، يضطر هيثم أحيانًا إلى ممارسة بعض التمارين في منزله لعدم توفر الوقت للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية. ومع ذلك، يبقى حلمه هو اللعب في الدوري المصري الممتاز، ساعيًا إلى تحقيق ذلك لإعانة عائلته على المشاق التي واجهتها في الحياة.