حسن نصر الله: من النشأة إلى القيادة
النشأة والتكوين الفكري
وُلِدَ حسن نصر الله في 31 أغسطس 1960 لعائلة شيعية في برج حمود، الضاحية الشمالية لبيروت. منذ صغره، كان لديه شغف كبير بدراسة أصول الدين، الأمر الذي قاده إلى مسارات عديدة في حياته.
البداية الدراسية والانخراط السياسي
أكمل نصر الله دراسته في مدرسة صور الرسمية للبنين، حيث انضم إلى حركة أمل الشيعية. كانت هذه النقطة بداية تحوله نحو العمل السياسي. لكن القصة لم تتوقف هنا، إذ تعرف على إمام مسجد الإمام جعفر الصادق، السيد محمد الغروي، الذي كان له دور كبير في تحديد مسار نصر الله. هذا اللقاء فتح أمامه الأبواب للذهاب إلى النجف في إيران، حيث استمر في دراسة الدين في الحوزة العلمية.
الدراسة في النجف
أثناء فترة دراسته في النجف، التقى حسن نصر الله بعباس الموسوي، الذي كان له دور مؤثر في تأسيس حزب الله فيما بعد. بعد أن أكمل دراسته في عام 1979، عاد نصر الله إلى لبنان ليكمل تعليمه الديني في بعلبك، تحت إشراف آية الله محمد باقر الصدر.
الحياة الشخصية
تزوج حسن من فاطمة ياسين، التي تنتمي إلى قرية العباسية، ورزق بخمسة أبناء هم: محمد جواد، زينب، محمد علي، محمد مهدي، ومحمد هادي. لكن للأسف، فقد نجلهم الأكبر محمد هادي في معركة مع الجنود الإسرائيليين في سبتمبر 1997.
الصعود إلى القيادة
مع مرور الوقت، أصبح نصر الله ممثل حركة أمل في البقاع، وشغل أيضًا منصبًا في مكتبها السياسي المركزي. لكن بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، بدأت حركة أمل تشهد انقسامًا، مما أدى إلى بروز تيارين: الأول بقيادة نبيه بري، والثاني بقيادة عباس الموسوي. في خضم هذه الأحداث، ساهم نصر الله في تأسيس حزب الله وكان يبلغ من العمر 22 عامًا، حيث كان دوره محوريًا في التعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية.
التطورات القيادية
تولى نصر الله عدة مناصب، منها نائب مسؤول منطقة بيروت ثم مسؤوليتها، ليصبح بعد ذلك عضوًا في مجلس الشورى، الهيئة القيادية العليا في حزب الله. في عام 1989، انتقل إلى قم في إيران لمتابعة دراسته الدينية، ولكنه عاد إلى لبنان في 1991 بعد النزاعات المسلحة بين حزب الله وحركة أمل.
انتخابه أمينًا عامًا
في 16 فبراير 1992، تم انتخاب نصر الله أمينًا عامًا لحزب الله بعد اغتيال عباس موسوي. شهدت شعبيته ذروتها خلال حرب 2006، حيث ألقى خطابًا أمام الآلاف من أنصاره في الضاحية الجنوبية بعد انتهاء الحرب، مشيرًا إلى "نصر إلهي" على إسرائيل.
التحديات والانحدارات
لكن شعبيته لم تدم طويلاً، حيث اتهمه الكثير من اللبنانيين بالارتهان لإيران واستخدام السلاح في الداخل، مما أثر سلبًا على صورته. منذ عام 2006، لم تتجاوز ظهوراته العلنية أصابع اليد الواحدة، حتى أنه فاجأ أنصاره في 2011 خلال مسيرة عاشوراء.
تصريحات مثيرة
في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية، ذكر نصر الله في أغسطس 2014 أنه لا يعيش في ملجأ بعيد عن الناس كما يروج الإسرائيليون، وأنه قادر على الحركة رغم الإجراءات الأمنية المتبعة. وصفه مسؤول إسرائيلي بأنه لا يمكن تعويضه إذا ما قُتل.
ختامًا
حسن نصر الله، الذي بدأ حياته كطالب دين، أصبح رمزًا سياسيًا وعسكريًا في لبنان، يحمل معه تاريخًا مليئًا بالتحديات والانتصارات. تبقى قصته مثالاً على كيفية تحول الأفراد من مجرد طلاب علم إلى قادة سياسيين لهم تأثيرات عميقة على مجتمعاتهم.
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 292