-

جرائم الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة

جرائم الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة
(اخر تعديل 2025-11-20 10:16:36 )
بواسطة

مرصد الأزهر يحذر من تصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين

في ظل الظروف الراهنة، حذَّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من الارتفاع المقلق في جرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين في المملكة المتحدة. تأتي هذه التحذيرات بعد أن أصدر "الصندوق الخيري لمسلمي بريطانيا" (BMT) تقريرًا أوليًا عن حوادث الكراهية ضد المسلمين، بعد اعتماده كشريك رسمي للحكومة البريطانية في هذا السياق.

التعاون مع الحكومة البريطانية

في 21 يوليو 2025، أعلنت الحكومة البريطانية عبر موقعها الرسمي، تعيين الصندوق الخيري لمسلمي بريطانيا كشريك معتمد لرصد جرائم الكراهية. هذا التعاون يأتي في إطار مبادرة وطنية تهدف إلى التصدي للمستويات القياسية من الاعتداءات المعادية للمسلمين. ومن بين الخطوات المهمة التي اتخذها الصندوق، إطلاق خط ساخن وخدمات بلاغات متعددة القنوات، لتوفير آليات آمنة وموثوقة للإبلاغ والدعم.

تصاعد الاعتداءات ضد المساجد

يكشف التقرير أن الفترة من يوليو إلى أكتوبر 2025 شهدت موجة متزايدة من الاعتداءات "غير المسبوقة" على المساجد. هذه الاعتداءات تضمنت أعمال تخريب، واستخدام رموز دينية وقومية في سياق ترهيبي، بالإضافة إلى اعتداءات جسدية ومحاولات حرق متعمد. وقد تمكن الصندوق من توثيق 27 هجومًا استهدفت 25 مسجدًا في 23 مدينة وبلدة عبر مختلف أقاليم المملكة المتحدة، مما يعكس مدى انتشار هذه الظاهرة.

تفاصيل الحوادث

وفقًا للتقرير، كانت 41٪ من الحوادث مرتبطة باستخدام رموز دينية أو وطنية بشكل معادٍ، بينما تضمنت 26٪ منها عنفًا مباشرًا أو تدميرًا للممتلكات. كما سجلت 15٪ من الحوادث رسومات وشعارات تحريضية ضد المسلمين.

تأثير الحملات السياسية على الاعتداءات

يشير التقرير إلى وجود تزامن واضح بين تصاعد الاعتداءات وبين الحملات القومية اليمينية التي شهدتها بريطانيا، مثل حملة "ارفعوا الأعلام" في أغسطس، وتجمع "وحّدوا المملكة" الذي قاده اليميني المتطرف تومي روبنسون في سبتمبر، والذي جذب عشرات الآلاف. وقد شهد سبتمبر ذروة الاعتداءات، حيث تحولت العديد منها إلى عنف جسدي.

التحذيرات والدعوات إلى العمل

أكد مرصد الأزهر أن زيادة بنسبة 31٪ في جرائم الكراهية ضد المسلمين مقارنة بالعام الماضي تمثل مؤشرًا خطيرًا على توسع ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث انتقلت من أعمال فردية متناثرة إلى أنماط تحمل سمات التنظيم والتنسيق. وفي ظل التفاعل السلبي على المنصات الرقمية، تبرز أهمية التصدي لهذه الظاهرة.

مسؤولية الحكومة البريطانية

شدد المرصد على ضرورة أن تتحمل الحكومة البريطانية مسؤوليتها الكاملة في حماية دور العبادة، وضمان عدم تهميش المساجد الصغيرة أو المجتمعات محدودة الموارد. كما دعا إلى وضع إستراتيجية وطنية شاملة تتعامل مع جرائم الكراهية باعتبارها تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي.

الدور المجتمعي في مواجهة الكراهية

أشاد المرصد بالدور الهام الذي تلعبه المؤسسات المدنية والدينية في بريطانيا، مؤكدًا أن مواجهة الكراهية لا تقتصر على الإجراءات الأمنية بل تتطلب معالجة إعلامية وتعليمية شاملة، وتعزيز الحوار بين مكونات المجتمع، وترسيخ قيم المواطنة والاحترام المتبادل.
السعادة العائلية الحلقة 9

دعوة إلى المساواة والعدالة

جدّد مرصد الأزهر دعوته إلى المساواة في التعامل مع جميع أشكال الكراهية الدينية دون استثناء، مؤكدًا أن العدالة لا تتجزأ، وأن محاربة التعصب لن تنجح إلا بتحقيق التوازن والإنصاف في السياسات والممارسات.