شهادة وفاته سبقت نتيجة الثانوية العامة.. بحر

الإسكندرية – محمد عامر:
ترقب وقلق بين طلاب الثانوية العامة يزداد رويدًا رويدًا مع اقتراب إعلان النتيجة، كما كان "عمرو زغلول عقل" قبل ساعات قليلة واحدًا من بين هؤلاء الطلاب الذين يزيد عددهم قليًلا عن 783 ألف طالبًا وطالبة، حتى ابتلعه بحر الإسكندرية.
إرادة الله شاءت أن تسبق شهادة وفاة "عمرو" شهادة الثانوية العامة التي طالما حلم بها وبذل أقصى جهد ليكون من بين المتفوقين ويحصد أعلى الدرجات التي تؤهله للكلية التي يرغب فيها.

الرحلة الأخيرة
على شاطئ الهانوفيل غربي الإسكندرية قضى "عمرو" ساعات من المرح والسعادة في إجازة مصيف بعد عناء الامتحانات، يتابع من وقت إلى آخر عبر هاتفه المحمول موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة.
لم ينتبه "عمرو" لتحذيرات السياحة والمصايف والأرصاد الجوية من ارتفاع أمواج البحر، ما استدعى رفع الرايات الحمراء بمعظم شواطئ الإسكندرية، والتي تعني منع نزول البحر نهائيًا.

عمرو مات
"جثة غريق ظهرت بشاطئ الهانوفيل بوابة 6 أمام كافتيريا كناريا".. بلاغ مقتضب ورد من إدارة النجدة إلى قسم شرطة الدخيلة، تحرك على إثره ضباط القسم وقوات الحماية المدنية والإسعاف إلى موقع البلاغ.
مع وصول القوات إلى الشاطئ المشار إليه، سجل الشرطي بيانات الغرق في المحضر، "عمرو زغلول سكران محمد" 18 سنة، طالب بالثانوية العامة، مقيم في أنشاص الرمل بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.

ثلاجة الموتى
تجمعت أسرة الشاب أمام المشرحة انتظارًا لصدور تصريح النيابة العامة بالدفن، أصوات بكائهم ونحيبهم يدمي القلوب قبل العيون، مؤمنين بقضاء الله وقدره، ولكن يبقى ألم الصدمة والفراق.
ومن الإسكندرية إلى الشرقية، وتحديدًا قرية ميت معلا امتد الحزن، إذ اتشحت القرية بالسواد حزنًا على وفاة فقيدها الشاب، وسط استعدادات للحظة وصول الجثمان ليواري الثرى في مثواه الأخير.

بيان نعي
وأصدرت مدرسة محمود مصلحي الثانوية، التابعة لإدارة مشتول السوق التعليمية، بمحافظة الشرقية، بيانًا نعت فيه الطالب "عمرو زغلول" جاء فيه: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله تلقينا خبر أدمي القلوب قبل العيون وجعل حروف الكلمات تبكي من شدة الحزن على أحد طلاب مدرستنا".
وتابع البيان: مات عمرو زغلول عقل وكُتبت شهادة وفاته قبل إعلان شهادته بالثانوية العامة بيوم واحد .. مات الطالب الخلوق المثقف المثالي على مستوى إدارة مشتول السوق التعليمية، التعليم الثانوي، والأمين العام على مستوى الإدارة ونافس على مستوى المحافظة".

صاحب الابتسامة
وأضاف البيان:" مات الطالب صاحب الابتسامة الجميلة والأخلاق الطيبة الذي ترك أثر طيب مع كل من تعامل معه بالمدرسة وخارجها .. مات ابن مدرسة محمود مصلحي الثانوية وقرية ميت معلا ".
واختتمت المدرسة بياناها بكلمات مؤثرة جاء فيها:"والله يا بني الكلمات تعجز عن وصف حزننا عليك ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون نعزى أنفسنا وأسرته بصفه خاصة ربط الله على قلوبكم وجعل عمرو ذخرا وشفيعا لكم يوم العرض اللهم آمين".